" المطلب السادس : الشعـور بالمسـؤولية "
" المطلب السادس: الشعـور بالمسـؤولية "
مما يجب على طالب السمو: أن يتوفر لديه شعور ذاتي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه؛ مسؤولية العمل للإسلام، هذه المسؤولية التي قدرها الهدهد فقطع الأميال حتى علم أمر المدينة الكافرة ويعود بهذا الخبر المفزع الذي أثار دهشته إلى سليمان عليه السلام، وإن سليمان ليرى مجرَّ السكين من حلقه إذا كان مخالفًا لأمره، فكانت نجاته من القتل بسبب شعوره بالمسؤولية وإيجابيته الفاعلة، ولكي يتم الشعور الكامل بهذه المسؤولية، يجب أن يتعرف طالب السمو على واقع أمته وما يجرى لها من دسائس تسعى إلى إبادتها ونزع جذورها، عليه أن يكون حساس القلب تجاه مآسي المسلمين وأن يحمل همهم؛ فلا يشعر بأنات البائسين وجراحات المستغيثين وصرخات الثكالى والمنكوبين إلا الرجل الذي فني في أمته فصار لا يتألم إلا بآلامها، ولا يسر إلى بمسراتها، ولا تطلب نفسه إلا ما تحتاج إليه أمته في حياتها العامة، ولا يرى خطرًا على نفسه غير الخطر الذي يداهم أمته في دينها وعزتها وكرامتها، فإذا ما تحقق هذا منه وبذل فيه الوسع، عندها يكون قد عاش حياته الحقيقية عيشًا يجري في دمه، يعلمه كيف تكون الحقائق العظام.
مختارات