عقوق خفي..
من العقوق الخفي وسوء الأدب مع الوالدين
أن يقول الابن إذا وقعت له مصيبة هذا بسبب دعوة أبي أو أمي وهما يسمعان أو يبلغهما ذلك.
لأن هذا يؤلمهما ويندمان عليه
ثم هذا من الرجم بالغيب.
وقد يكون ابتلي لسبب آخر..
ثم إن
الأصل أن الله تعالى لا يعجل الاستجابة في هذه الأحوال رحمة منه قال تعالى
وَلَوۡ یُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَیۡرِ لَقُضِیَ إِلَیۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ
قال الطبري في تفسيره عن مجاهد
﴿ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير﴾، قال: قولُ الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه: "اللهم لا تبارك فيه والعنه"! فلو يعجّل الله الاستجابة لهم في ذلك، كما يستجاب في الخير لأهلكهم.
بل ظاهر السنة يدل على ذلك فقد قيدها النبي صلى الله عليه وسلم بأحوال مخصوصة
لا تَدْعُوا على أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا على أَمْوالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ ساعَةً يُسْأَلُ فِيها عَطاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ.
رواه مسلم.
وخاصة عندما يكون الدعاء في حال الضجر والغضب فإن الله برحمته في الغالب لا يعجله
قال ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " (2/554 ):
" يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم، أو أولادهم ؛ في حال ضجرهم، وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفاً ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم، أو لأموالهم، أو لأولادهم، بالخير والبركة والنماء " انتهى.
والله أعلم.
وبعضهم يتذكر دعوة واحدة دعوا بها عليه وينسى مئات الدعوات له والتي ربما لولا استجابة الله لها لكان في أعظم المشقة والبلاء لكن الإنسان ميال للجحود عافانا الله وإياكم
وأسوأ من ذاك بث القصة في كل مناسبة
وفضح الوالدين وعيبهما بذلك وإيغار صدور الناس عليهما.
فهب أنهما وقعا في خطأ أليس واجب البر سترهما.
وأما دعوى أخذ العظة والعبرة فهذه مصلحة لا تقابل مفسدة العقوق الكبرى.
مختارات