سورة البقرة من الأية 177 الى الأية 186
١٧٧- {ابْنَ السَّبِيلِ} الضَّيْف (٣).
و {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ} أي في الفقر.
وهو من البؤس.
{وَالضَّرَّاءِ} المرض والزَّمَانَةُ والضُّرُّ.
ومنه يقال: ضَرِيرٌ بَيِّنُ الضُّر.
فأما الضَّر - بفتح الضاد - فهو ضِدُّ النفع.
{وَحِينَ الْبَأْسِ} أي حين الشِّدَّة.
ومنه يقال: لا بأس عليك.
وقيل للحرب: البأس.
١٧٨- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} قال ابن عباس (١) كان القصاص في بني إسرائيل ولم تكن [فيهم] الدِّيَةُ.
فقال الله عز وجل لهذه الأمة: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ) والكتاب يتصرّف على وجوه قد بينتها في " تأويل المشكل " (٢)
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} قال (٣) قبول الدية في العَمْد، والعفو عن الدم.
{فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} أي مطالبة بالمعروف (٤).
يريد ليطالب آخذُ الدية الجانيَ مطالبةً جميلةً لا يرهقه فيها.
{وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} أي لِيُؤَدِ المُطَالَبُ ما عليه أداء بإحسان لا يَبْخَسُه ولا يَمْطُلُه مطل مُدَافِع.
{ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ} عما كان على مَنْ قَبْلَكُم.
يعني القصاص.
{وَرَحْمَةٌ} لكم.
{وَرَحْمَةٌ} لكم.
{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} أي قتل بعد أخذ الدية.
{فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قال قَتَادَة: يقتل ولا تؤخذ منه الدية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أعافي رجلا قتل بعد أخذه الدية " (١).
* * *
١٧٩- {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} يريد: أن سافِكَ الدم إذا أُقِيد منه، ارتدع من يَهُمُّ بالقتل فلم يَقْتُل خوفًا على نفسه أن يُقْتَل.
فكان في ذلك حياة (٢).
* * *
١٨٠- {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} أي مالا.
{الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} أي يوصي لهم ويقتصد في ذلك، لا يسرف ولا يضر.
وهذه منسوخة بالمواريث.
١٨١- {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ} أي بدل الوصية.
فإثْمُ ما بَدَّلَ عليه.
* * *
١٨٢- (الجَنَفُ) الميل عن الحق.
يقال: جَنِفَ يَجْنَفُ جَنَفًا.
يقول: إن خاف أي علم من الرجل في وصيته ميلا عن الحق، فأصلح بينه وبين الورثة، وكفَّه عن الجَنَف - {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}، أي على المُوصِي.
قال طَاوُس: هو الرجل يوصي لولد ابنته يريد ابنته (١).
١٨٣- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} فُرِضَ.
١٨٤- {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} أي فعليه عِدّة من أيام أخر مثل عدة ما فاته.
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وهذا منسوخ بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (٢).
والشهر منصوب لأنه ظرف.
ولم ينصب بإيقاع شهد عليه.
كأنه قال: فمن شهد
منكم في الشهر ولم يكن مسافرا فليصم.
لأن الشهادة للشهر قد تكون للحاضر والمسافر (١).
* * *
١٨٦- {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} أي: يجيبوني، هذا قول أبي عبيدة، وأنشد:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى.
.
فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ (٢)
أي: فلم يجبه.
مختارات