" نُزُولُ السُّورةِ وَأَسمَاؤُها "
" نُزُولُ السُّورةِ وَأَسمَاؤُها "
أولًا: نزول سورة الفاتحة: الفاتحة أول سورة نزلت كاملة، دفعة واحدة، على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، على ما عليه جمهور العلماء، وقيل: إنها نزلت مرة أخرى بالمدينة المنورة حين حُولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، ونزل قبلها مطلع سورة العلق والمزمل والمدثر والقلم، فهي خامس سورة في ترتيب النزول، وفيها براعة الاستهلال لافتتاح القرآن الكريم.
ويؤكد كونها نزلت بمكة، أن الصلاة فُرضت بها، وليس هناك صلاة بدون الفاتحة.
وقد جاءت الإشارة إليها في سورة مكية هي سورة الحجر في قوله تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " [الحجر: 87] والسبع المثاني هي سورة الفاتحة على الأرجح؛ لأنها تثني في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة.
وجمهور العلماء على أن أول ما نزل من القرآن قوله تعالى: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " [العلق: 1] الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.
والفاتحة أول سورة في ترتيب المصحف؛ لأنها تشبه ديباجة الخطبة، وتتضمن مقاصد القرآن، وهذا الترتيب للسور في المصحف، ترتيب توقيفي على الراجح؛ لأنه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يختلف عن ترتيب نزول القرآن، حسب الوقائع والأحداث.
عدد كلماتها: سبع وعشرون كلمة.
وعدد حروفها: مئة وأربعون حرفًا، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقرأ القرآن، له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء.
وعدد آياتها: سبع آيات باتفاق، فمن عد البسملة آية من علماء عد أي القرآن الكريم أسقط من العدد قوله تعالى: " أَنعَمتَ عَلَيهِمْ "، ومن أسقط البسملة من العدد عد قوله تعالى: " أَنعَمتَ عَلَيهِمْ " آية، وقد عد المصحف المكي والكوفي «البسملة» آية، وأسقط " أَنعَمتَ عَلَيهِمْ " من العدد، وأسقط بقية علماء العدد «البسملة» وعدوا " أَنعَمتَ عَلَيهِمْ " آية.
والمصحف الذي بأيدينا هو المصحف الكوفي؛ لأنه برواية حفص عن عاصم الكوفي، وهو أحد المصاحف التي أرسلها عثمان رضى الله عنه إلى الأمصار الإسلامية.
ثانيًا: أسماؤها: وقد ذكر المفسرون لسورة الفاتحة أكثر من عشرين اسمًا، ذكر القرطبي منها اثني عشر اسمًا، وعدد الزمخشري في الكشاف عشرةً منها، وذكر الألوسي في روح المعاني والسيوطي في الإتقان أنها نيف وعشرون اسمًا، ومن هذه الأسماء:
1- الفاتحة: أو فاتحة الكتاب، أي: بدايته.
2- وتسمى أم الكتاب: أو أم القرآن؛ لأن القرآن يتبعها، كما يتبع الجيش أمه، أي: رايته.
3- وتسمى سورة الحمد: أي السورة التي ذُكر فيها الحمد، كما يُقال سورة الأنفال؛ لأن السورة تُسمى باسم بعضها.
4- وتسمى السبع المثاني: لأنها سبع آيات تثنى، أي: تكرر وتُعاد في الصلاة.
5- ومن أسمائها: القرآن العظيم؛ لاشتمالها على مقاصده الأساسية.
6- وتسمى سورة الرقية: لمشروعية قراءتها في الرقية.
7- وتسمى: الشفاء والشافية والواقية؛ وكلها بمعنى الرقية.
8- ومن أسمائها: سورة الصلاة؛ لحديث: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين...» الحديث(صحيح مسلم وسنن النسائي الكبرى و«المسند»وأبو داود والترمذي ) والمراد بالصلاة: الفاتحة، وسميت سورة الصلاة؛ لأنها ركن وشرط فيها.
9- وتسمى الأساس: لأنها أساس القرآن واصله، وأول سورة منه.
10- وتسمى الكافية: أي التي تكفي عما عداها، ولا يكفي عنها ما سواها.
11- وتسمى أيضًا؛ سورة: الكنز، والنور، والتفويض، والمناجاة، وتعليم المسألة، وغير ذلك.
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله» أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني» (صحيح سنن الترمذى باختصار السند للشيخ الألباني، وصحيح سنن أبي داود وهو في «المسند»، والبخاري ).
وعن أبي هريرة أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم» (المسند قال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم).
مختارات