سورة البقرة من الآية 158الى الآية 175
١٥٨- {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ} أي: لا إثم عليه.
{أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} أي: يَتَطَوَّف.
فأدغمت التاء في الطاء.
وكان المسلمون في صدر الإسلام يكرهون الطواف بينهما، لِصَنَمَين كانا عليهما؛ حتى أنزل الله هذا (٣).
وقرأ بعضهم: (ألا يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (٤).
وفي هذه القراءة وجهان:
أحدهما: أن يجعل الطواف مُرَخَّصًا في تركه بينهما.
والوجه الآخر: أن يجعل " لا " مع " أن " صلة.
كما قال: {مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ} (٥).
هذا قول الفراء (١).
١٥٩- {وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} قال ابن مسعود: إذا تلاعن اثنان وكان أحدهما غير مستحق للعن، رجعت اللعنةُ على المستحق لها؛ فإن لم يستحقها أحد منهما رجعت على اليهود (٢).
* * *
١٦٠- {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} أي بَيَّنُوا التوبة بالإخلاص والعمل (٣).
١٦٤- {وَالْفُلْكِ} السُّفن، واحد وجمع بلفظ واحد (٤).
١٦٦- {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ} يعني: الأسباب التي كانوا يتواصلون بها في الدنيا.
١٦٧- {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رَجْعَة.
{كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} يريد: أنهم عملوا في الدنيا أعمالا لغير الله، فضاعت وبطلت.
* * *
١٦٨- {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} أي لا تتبعوا سبيله ومسلكه.
وهي جمع خُطْوَة.
والخُطْوَة: ما بين القدمين - بضم الخاء - والخَطْوَة: الفَعْلة الواحدة؛ بفتح الخاء.
واتباعُهم خطواته: أنهم كانوا يحرمون أشياء قد أحلها الله، ويُحلون أشياء حرمها الله.
١٧٠- {نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} أي وجدنا عليه آباءنا.
* * *
١٧١- {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً} أراد: مثلُ الذين كفروا ومثلُنا في وعظهم.
فحذف " ومثلنا " اختصارا.
إذ كان في الكلام ما يدل عليه؛ على ما بينت في " تأويل المشكل " (١).
{كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ} وهو: الراعي؛ [يقال: نعق بالغنم ينعق بها] ؛ إذا صاح بها.
{بِمَا لا يَسْمَعُ} يعني الغَنَم.
{إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً} حَسْبُ؛ ولا يفهم قولا (١).
١٧٣- {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ} أي غير باغ على المسلمين، مُفَارِقٍ لجماعتهم، ولا عَادٍ عليهم بسيفه (٢).
ويقال: غير عاد في الأكل حتى يشبع ويتزوّد (٣).
{وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} أي: ما ذُبح لغير الله.
وإنما قيل ذلك: لأنه يذكر عند ذبحه غير اسم الله فيظهر ذلك، أو يرفع الصوت به.
وإهلال الحج منه، إنما هو إيجابُه بالتَّلْبِيَةِ.
واستهلالُ الصبيُّ منه إذا وُلِدَ، أي: صوتُه بالبكاء.
* * *
١٧٥- {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} ما أجرأهم.
وحكى الفراء (٤) عنالكسائي أنه قال: أخبرني قاضي اليمن: أنه اختصم إليه رجلان، فحلف أحدهما على حق صاحبه.
فقال له الآخر: ما أصْبَرك على الله.
ويقال منه قوله: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا} (١) قال مجاهد: ما أصبرهم على النار، ما أعملهم بعمل أهل النار.
وهو وجه حسن.
يريد ما أدومهم على أعمال أهل النار.
وتحذف الأعمال.
قال أبو عبيدة: ما أصبرهم على النار.
بمعنى ما الذي أصبرهم على ذلك ودعاهم إليه.
وليس بتعجب (٢).
* *
مختارات