" معالم على طريق التوفيق : السادس عشر : مفتاح العلم "
" معالم على طريق التوفيق: السادس عشر: مفتاح العلم "
ومن معالم التوفيق قراءتك ومطالعتك في الكتب النافعة في بيتك، وأينما ذهبت وجلست وسافرت، فهي لا تفارقك أبدًا، ولا تخجل من حملها والقراءة فيها أمام الناس، في مطار أو مستشفى أو في أماكن الانتظار، أو حتى في وسط بيتك، فاعلم أنك على خير عظيم.
وإن الجهل الحقيقي هو أن تبقى بدون فائدة ولا رصيد ولا ثقافة !
أعزُّ مكانٍ في الدُّنَا سرجُ سابح وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ
قال بعض الحكماء:
«ليست الساعة الذهبية التي تحملها في يدك، بل هي الساعة التي تعمل فيها شيئًا مفيدًا».
والموفق من يذهب إلى المكتبة لشراء بعض الكتب والرسائل في الشهر مرة واحدة، يقرؤها ويتأملها ويستفيد منها، سيجد بعد زمن أنه قد كون مكتبة له ولأسرته، ففي صحبة الكتاب النافع الخير الكثير الذي لا يُحصى.
ومع الأسف نقولها – وبكل ألم – إننا ننفق في كل شيء من حوائج الدنيا والكماليات التي ابتلينا بها في هذا الزمن، ونبخل على أنفسنا بكتاب قيمته عشرون أو ثلاثون ريالًا، يبقى معك إلى أن ترحل من الدنيا، ويبقى بعد ذلك لورثتك من بعدك.
فيا سعادة من سارع واغتنم صحته وفراغه في طاعة ربه إلى أن يلقاه جل وعلا " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " [الحجر: 99].
يقول الشيخ عائض القرني حفظه الله:
إنها القراءة؛ مفتاح العلم والمعارف، بها يعرف العبد ربه، وبها ينشط للعبادة، وبها يلبس أجمل الحُلل والفضائل، وبها يتخلق بالأخلاق النبيلة، وبها يُحفظ من الفتن والمحن والبلايا. ا.هـ.
كيف تريد أن تتقدم وتتغير وتتطور وتنطلق وأنت لا تفتح كتابًا؟! تمضي وتقضي الساعات الطوال، أمام الشاشات والقنوات والجلسات في الاستراحات، منذ سنوات طوال لم يتغير بعض الناس، كما عرفتهم قبل عشرين سنة، لماذا؟
لأنهم بعيدون كل البعد عن القراءة والبحث والاطلاع والجد والاجتهاد! إنها إجابة موجعة قليلًا، لكنها الحقيقة المُرة.
يقول الشيخ سامي الماجد وفقه الله: إن القراءة معيار لدرجة كل أُمة من التحضر، فإذا أردت أن ترى منزلة أُمة من الأمم من الحضارة، وتقيس حظها من الثقافة، فانظر إلى منزلة القراءة فيها، وموضعها من سلم اهتماماتها.
وإليك هذه الفائدة التي تكشف لك مدى مستواك العلمي في القراءة.
يقول الدكتور عبد الكريم بكار وفقه الله: الحد الأدنى لاكتساب المعرفة هو قراءة كتاب واحد في الشهر. ا.هـ.
فكيف أنت مع القراءة؟
أيها الموفق:
استعن بالله ولا تعجز، وحاول وثابر، وتعلم كيف تقرأ، وادع ربك ليلًا ونهارًا قائلًا: ربِّ زدني علمًا.
" فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " [طه: 114].
والموفق من وفقه ربه لذلك والمحروم من حُرم لذة التعلم والتعليم !
إضاءة على الطريق:
ألف الشيخ عبد الحميد كشك: 115 مؤلفًا وهو أعمى أملاها إملاءًا !
فماذا قرأت وكتبت وأنت مُبصر معافى؟
أجب بصراحة !
مختارات