أنماط: (15) نمط الراضي عن نفسه
ومن الأنماط المنتشرة أيضًا نمط أنا كده كويس..
نمط الأخ الراضي عن نفسه المقتنع تمام الاقتناع بعلاقته بربه..
والحقيقة النمط ده من أصعب الأنماط في التعامل معها وغالبًا بيكون مدخل الشيطان له أنه فعلًا بيكون نسبًيا إلى حدٍ ما.. كويس!
يعني في الغالب الأخ ده لا يقع في كبائر عظيمة ولا فواحش ظاهرة، ولكنه يظل في حالة رتيبة يحرص الشيطان ألا تصطدم بشكلٍ عاجل بمعصية كبرى تدفعه للندم والتوبة بل يعتمد معه أسلوب الغفلة والتدرج البطيء حتى يظل للنهاية يشعر أنه.. كويس!
طبعًا ليس شرطًا أن يكون فعلًا كويس بل كثيرًا ما يتمكن الشيطان من نفوس مجرمة لا تترك شيئًا من الفساد إلا اقترفته ومع ذلك تصر أنها كويسة وممتازة ودي حالة متأخرة ربما نتطرق إليها إن شاء الله..
أما النسبة للأخ الغافل بتاع أنا كدة كويس فمشكلته الأساسية في أمرين..
الأول تزكيته لنفسه وأمنه من سوء العاقبة وتلك آفة عظيمة تنزه عنها من هم خير منه ومنا ألا وهم أنبياء الله عليهم السلام..
والأمر الثاني تباطؤه الشديد أو عجزه عن إصلاح نفسه لعدم رؤيته لأخطائه وكل ابن آدم خطَّاء.. تأمّل.. خطَّاء بصيغة المبالغة التي تفيد هنا كثرة أو تكرار الخطأ وليس فقط مخطئ..
ليس معنى كلامي أن يتحول لنمط آخر فيكون أخًا يائسًا أو فزعًا هلوعًا جالدًا لنفسه -وتلك أيضًا أنماط مرفوضة سنتكلم عنها إن شاء الله- ولكن مقصدي أن ينتبه مثل هذا الأخ المتراخي إلى أن الله وحده أعلم بمن اتقى فلا يزكي نفسه..
وأن يعلم أن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وأن من لم يعرف أخطائه.. لن يتمكن من إصلاحها..
وأخيرًا.. أن يدرك أن التؤدة خير في كل شيء إلا في عمل الآخرة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم..
مختارات