" التقليد والغباء "
" التقليد والغباء "
الله أكبر، إنها السنن، وما أشبه الليلة بالبارحة، إن نهجَ الملاحدة واحد، وإن تباعدت أوطانهم وتعاقبت أزمانهم؛ قال عز وجل: " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ " [الذاريات: 52-53] إن ملاحدة اليوم قد فاقوا في كفرهم ملاحدة الأمس؛ فأولئك يقولون عن الإسلام نهضة عربية فار بها هذا الجنس العظيم بقيادة رجل عبقري؛ فوصفوا الصحابة رضوان الله عليهم بالجنس العظيم؛ أما ملاحدة اليوم فإنهم يقولون: إن محمدًا ما أراد بدعوته إلى الإسلام إلا تحقيقًا لحلم جَدِّه عبد المطلب؛ حيث كان يطمع أن يؤسِّسَ دولةً قُرَشِيَّةً، ويقولون: لا تقدِّسوا الصحابة؛ فهم رجال ونحن رجال، والإسراف في تقديسهم كارثة !!!
ووصفوا أطهرَ مجتمعٍ عرفة التاريخ في طهره وعدله وإنصافه وعفته و غيرته على صون الأعراض مجتمعَهم ومجتمعات العالم قاطبة؛ فوصف المارقون ذلك المجتمع المثالي الطاهر رفيع الأخلاق بأنه مجتمع داعر متحلل !!!
إنه التقليد الأبله والفكر الغبي والمرض القلبي والجري الحثيث خلف سراب التبعية، وجميلٌ قولُ الشاعر الإسلامي في وصف ببغاوات المقلِّدين:
يا سائلي عن موضع التقليد خذ عني الجواب بفهم لُبٍّ حاضر
لا فــرق بين مقلـــــد وبهيمــــــة تنقــــــاد بين جنـــادل ودعاثــر
ومما يؤسف له أن الإلحاد يُنْشَرُ على نطاق واسع في بلد يحوي معلمًا حضاريًا إسلاميًا وتاريخيًا ما زال إلى يومنا هذا يناضل ويكافح افتراءات الملاحدة، ثم يثير هؤلاء الدعاة شبهاتهم بعد أن تشبعوا بأباطيل الغزو الثقافي الغربي، وتشبعوا بأفكاره إبان الاحتلال، وبما تَغَذَّت به أفكارهم من مدرسة التغريب والشعوبية، ومن خلال سماسرة المستشرقين الذين ما زالوا يردِّدون الشعارات نفسها في أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما أراد بدعوته إلى الإسلام إلا تحقيق أمنية جدة عبد المطلب؛ حيث كان يطمع في تحقيق دولة هاشمية قرشية، وإنما اتَّخَذ دعوى النبوَّة والرسالة وسيلةً ليحقِّقَ بها حلمَ جَدِّه، وليست وحيًا إلهيًا من عند الله العلي العظيم.
مختارات