" ليست لهم فصيلة "
" ليست لهم فصيلة "
ما هؤلاء الناس؟! إنهم ليسوا عربًا ولا عجمًا ولا روسًا ولا أمريكان !!! إنهم مسخٌ غريبُ الأطوار ممسوخ الهَوِيَّة منحرفُ الفكر، بُلِيَتْ به هذه البلاد إثر ما صنعه الاستعمار بها، وترك بذره في مشاعرها وأفكارها..
فهم كما جاء في الحديث «من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» بَيْدَ أنَّهم عدوٌّ لنا ولتاريخنا وحضارتنا، وعبءٌ على كفاحِنا ونهضتِنا، وعونٌ للحاقدين على ديننا والضانِّين بحقِّ الحياة له ولمن اعتنقه.
إن هؤلاء الناس الذين برزوا فجأةً وملأت ضَجَّتُهم الأوديةَ كما تملأ الضفادع بنقيقها أكنافَ الليل، يجب أن يُمَزَّقَ النقابُ عن سريرتهم، وأن تعرفهم هذه الأمة على حقيقتهم؛ حتى لا يُرَوِّجَ لهم خَدَّاع ولا ينطلي لهم زورٌ.
إن هؤلاء الناس ينبغي أن يماط اللِّثامُ عن وجوههم الكالحة، وأن تلقى الأضواء على وظيفتهم التي يَسَّرَها الاستعمار لهم ووقف بعيدًا يترقب نتائجها المرة، وما نتائجها إلا الدمار المنشود لرسالة القرآن وصاحبها العظيم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
لقد قرأنا ما يكتبون وسمعنا ما يقولون.. ولم يعوزنا الذكاء لاستبانة غايتهم؛ فهم ملحدون مجاهرون بالكفر.
يقولون في صراحة: إن الإسلام ليس إلا نهضة عربية، فاز بها هذا الجنس العظيم في القرون الوسطى، بقيادة رجل عبقري (لا يوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبقرية بل هي نبوة ووحي ورسالة) هو الزعيم الكبير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم !
أي أن هذا الدين الجليل نبت من الأرض ولم ينزل من السماء!! وأنه انطلاقة شعب طامح فاتح، وليس هداية مثالية جاءت من عند الله لتنقذ العرب من جاهلية مظلمة كانوا بها في مؤخرة البشر، إلى حنيفية سمحة رفعت خسيستهم ثم انتشر شعاعها بعدُ في أنحاء الأرض كما تنتشر الأضواء في عرض الأفق لدى الشروق (انظر كتاب مع الله فصل (لا مكان للإلحاد بيننا) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله).
مختارات