إلى مؤتمر الـمـرأة
ليس مصادفة أن يقام مؤتمر الحوار الثالث (المتعلق بموضوع المرأة) بجوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية، ولعل في هذا إشارة وتذكير من قادة هذه البلاد إلى جميع المشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر بالمرجعية الشرعية التي قامت عليها هذه البلاد منذ تأسيسها، لا سيما المتعلقة بموضوع المرأة، مما حقق لها تميزاً فريداً بين الدول الإسلامية، يكمن في الجمع بين التقدم الدنيوي والتمسك بأحكام الشريعة.
فتميزت بلادنا مثلاً في مجال تعليم المرأة، حيث سطرت أروع تجربة في العصر الحديث جمعت فيها للمرأة المسلمة بين:
1- التعليم النافع في الدين والدنيا
2- والتعليم غير المختلط، من مراحله الأولى إلى آخر مرحلة.
فأصبحت بهذا قدوة للدول الإسلامية حيث أن معظم البلدان العربية والإسلامية الدراسة فيها دراسة مختلطة والأعمال أعمال مختلطة ولقد بدأت بعض الدول الإسلامية تسلك هذا السبيل لمنع الأختلاط بعد أن ورطها (التغريبيون)
ولقد تميزت بلادنا أيضاً في مجال عمل المرأة، حيث أوجدت لها الأعمال الملائمة لطبيعتها وفطرتها، والبعيدة عن الأختلاط المشين، ولا زال ولاة الأمر في هذه البلاد يؤكدون على هذا في تعاميمهم ومنها التعميم الذي صدر من الملك فهد بن عبد العزيز إلى ولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز في تاريخ 19/9/1404هـ ورقم التعميم (2966) والذي يؤكد أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى أختلاطها بالرجال سواء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعا.
نص التعميم:
(صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بعد التحية نشير إلى الأمر التعميمي رقم 11651 في 16/5/1403هـ المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سوء في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد وإذا كان هناك دائرة تقوم بتشغيل المراة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي الى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، وحيث رفعت لنا بعض الأجهزة الرقابية مفيدة بأنه يوجد العديد من الشركات والمؤسسات وغالبها من الشركات الأجنبية تقوم بتشغيل المراة وبعض تلك الشركات متعاقدة مع بعض الأجهزة الحكومية، نرغب إليكم إبلاغ المسئولين لديكم بالتقيد بما قضى به الأمر التعميمي المشار إليه وإبلاغه للجهات المتخصة والشركات المتعاقدة معكم للتقيد بموجبه ملاحظه ذلك بكل دقة، وقد زودت جميع الجهات الحكومية بنسخة منه للاعتماد وإبلاغ الجهات المختصة بها والشركات والمؤسسات المتعاقدة بالتقيد به واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تشغيل المراة خلافا لما تضمنه الأمر المشار إليه وتصحيح ما هو موجود من ذلك بما يتفق معه، فأكملوا ما يلزم بموجبه. " ) فهد بن عبد العزيز
وتحقيقا ومواصلة لهذا التفرد والتميز في عمل المرأة السعودية، فقد تقدم مجموعة من الفضلاء والمختصين بمقترح نافع ومفيد لولاة الأمور حفظهم الله بخصوص (مشروع عمل المرأة عن بُعد)، المناسب جدا للمرأة السعودية حيث يجمع لها بين الكسب المادي والخصوصية والسهولة، ونسأل الله أن يوفقهم للأخذ به ودعمه بما يستطيعون حتى يرى النور.
وفي مجال هوية المرأة فقد سررنا بسماع الأخبار التي تقول بأن بلادنا في صدى دراسة التراجع عن (بطاقة الصورة) واستبدالها (ببطاقة البصمة) المعمول بها عالمياً، والتي تجمع لنا بين أثبات الهوية والبعد عن المخالفة الشرعية وقد كشفت صحيفة الاوبزرفر البريطانية النقاب عن اعتزام وزارة الداخلية البريطانية أعفاء آلاف من السيدات المسلمات من ضرورة أن تكون هناك صور فوتغرافية تظهر وجوههن واستبدال ذلك ببطاقة البصمة، فنحن أحق بهذا التطبيق من غيرنا.
وهكذا تسير المرأة السعودية واثقة الخطى في طريق النجاح يلازمها توفيق الله، ويحفها دعاء المخلصين والناصحين، ساخرة بكيد الكائدين وغيظ مرض القلوب الذين تؤلمهم هذه النجاحات المتتالية لبلادنا ونسائنا حيث تجاوزنا الآخرين دون أن نفرط في ديننا والله الحمد والمنة.
ولهذا فقد تعددت أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين ولعل من أخطرها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وكذلك تغلغلهم في الجانب التعليمي ومحاولة إفساد التعليم ومن وسائلهم تغريب المرأة المسلمة وأبتعاثها للخارج وهذا ما حصل في كثير من بلدان المسلمين وكذلك التعسف في استخدام المناصب وذلك بمن يصدر قرارات يمنع فيها الحجاب كما حصل في كثير من البلدان ومن أساليبهم العمل والتوظيف غير المنضبط بتوظيف الرجال والنساء سواسية أو بتوظيف المرأة في غير مجالها ويكون عن طريق التتدرج وكما يقول الشيخ محمد قطب (بطيء ولكنه أكيد المفعول) ومن أساليبهم الدعوة إلى الموضة والأزياء وإغراق بلاد المسلمين بالألبسة الفاضحة وتمجيدهم للفاجرات من الغربيات وكذلك المغنيات والراقصات وترويجهم للفن والمسرح والسينما وكذلك استدراجهم للفتيات المسلمات للكتابة والتمثيل وكذلك تربيتهم للبنات الصغيرات على الرقص والموسيقى والغناء من خلال المدارس والمراكز وغيرها.
فكما يقولون في بروتوكولاتهم (علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية)
والآخر يقول (كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات)
ويقول د.مدروبيرغر: (إن المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلامي على جرّه إلى التحلل والفساد أو إلى حظيرة الدين من جديد).
ويقول صاحب كتاب المرأة والحجاب: (إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل، بل الفساد الذي عم الرجال في المشرق).
ويقول لاسي: (إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع – الأسرة – عدواً لدوداً وخصماً قوياً لا يقوى الرجل على قهره لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب على الرجل، ومتى تغلبت عليه أصبح من السهل عليها أن تؤثر على عقيدة زوجها وحسّه الإسلامي وتُربي أولادها على غير دين أبيهم، في هذه الحالة نكون قد نجحنا في غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة للإسلام).
ويقول جان بوكارو في كتابه (الإسلام في الغرب): (إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات، ويقلب رأسا على عقب المجتمع الإسلامي، لا يبدو في جلاء مثل ما يبدو في تحرير المرأة).
ولهذا يردد دعاة تحرير المرأة في بلادنا على وجه الخصوص وخاصة في الأوقات الحساسة التي تواجهها الأمة بالتظاهر بالدفاع عن حقوق المرأة وقضاياها ومن أكثر ما ينادون به على وجه التحديد الدعوة إلى كشف وجه المرأة تدريجياً والدعوة إلى قيادة المرأة للسيارة ومنع الأختلاط بحجة أن هذا يكلف الدول أقتصادياً.
فالدعوة إلى تحرير المرأة السعودية دعوة قديمة وممن حمل راياتها في السابق محمد حسن عواد وأحمد السباعي
وهذه بعض من الكتابات والدعوات التي نشرت في الصحف السعودية وغيرها وتدعو إلى تحرير المرأة السعودية.
قالت جريدة اليوم في 21/2/1398هـ في ملحقها:
مزقيه.. ذلك البرقع.. وارميه.. مزقيه..
أي شؤم أنت فيه؟
أي ليل أنت فيه؟
أي ذل أنت فيه؟
أي قبر أنت فيه؟
حطمية.. حطم الخوف بعنف لا تأني.
حطمي الصمت وقولي وتمني.
حطمي السجن وقضبان التجني.
وفي هذا تذكير لقصيدة جميل الزهاوي حيث يقول:
مزقي يا ابنة العراق الحجابا ***** واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا تريـث ***** فقد كان حارسـاً كذابـا
نشرت جريدة الرياض في 26/3/1398هـ..
(إن الحجاب سينتهي بعد قرن من الزمان، وإن المرأة سوف تسير في الشارع وتجلس في المقهى، ليس في لندن أو باريس وإنما في الرياض لترشف القهوة.. وتنبأت أن تكون صاحبة المقهى امرأة وأنه سيكون هناك سينما وممثلات ومخرجات، وأن النساء سوف ترتاد النوادي كغيرهن.
ثم قالت: فلماذا لا نسرع إلى تلك الحياة، وفي اختصار شديد نادت إلى تغيير أوضاع المرأة السعودية وإلحاقها بركب الحضارة الغربية.
نشر في جريدة اليمامة العدد 443
إلى أختي السعودية..
أختي الغالية فتاة بلادي.. بكل اعتزاز وتقدير أسطر لك بعض الكلمات على هذه الصفحات (وبعد ثناء عاطر عليها قالت صاحبة المقال) لكن يا عزيزتي لم أنت سلبية بعض الشيء، فأنت ولله الحمد تملكين العقل الراجح والتفكير السليم وتعرفين كيف تنتقين الكلمات المناسبة في الوقت المناسب.. ولكني أحب أن أراك بين أخواتك العربيات أكثر شجاعة تناقشين بجرأة العرب وتتحدثين برقة الأنوثة..
غاليتي.. أخرسي كل صوت يقول بأن الفتاة السعودية رجعية أو دلوعة أو مغرورة.. الخ، أخرسيه بأدلتك القطعية وبراهينك القوية وحماسك الطاغي.. عزيزتي من خلال احتكاكي بك أشهد أنك الفتاة المثالية.. فلماذا تجعلي مثياليتك في دائرة نفسك فقط، لماذا لا تخرجي من قوقعة الذاتية عنده التي تُغلف حياتك؟ لماذا تحبسين جبروت ثقافتك بين جدران عالمك المنفردة؟!
ثقي يا غاليتي من أنه لا بد من تبادل الآراء بين الشباب من الجنسين.. والصحافة فتحت لك هذا الباب على مصراعيه.. فلنلتف أنا وأنت وهو حول مائدة المناقشة.. نجتمع فيه فتية وفتيات لطرح مشاكلنا وعرض الحلول لها.. لنستعرض آراءنا ولنستفيد من تجارب بعضنا.. فأبرزي أفكارك عن طريق قلمك وأوضحي لمن يجهلون أمرك، من تكون الفتاة السعودية.. واعرفي كيف تعبرين عن نفسك وذاتك بالطريقة المؤدبة المقنعة التي تصور الحقيقة في أكمل صورة.. أختك سمراء الجزيرة.
وفي جريدة عكاظ، في مقال بعنوان (المرأة في بلادنا إلى أين؟) تقول سلوى أبو مدين:
(… وطرحت على نفسي السؤال القائم حول مصير فتاتنا السعودية بعد عشر سنوات، وما هو المستقبل المنتظر لها؟؟ لا غرابة في هذا السؤال الذي يفرض نفسه، فالمجالات في بلادنا الحبيبة محدودة بالنسبة للمرأة إما في المستشفيات أو المدارس.. وكم خريجة سنوياً سوف تُخرج الجامعات سواءً من الطب أو من العلوم الأخرى، وهل هناك مجال لوجود وظائف شاغرة لهؤلاء الخريجات؟..
(ثم تواصل الكتابة وتقول).. فالفتاة اليوم باستطاعتها أن تكون مهندسة معمارية أو صحفية أو محامية أو طبيبة، تنافس الرجل في العمل الشريف وفي الإطار الذي يحدده الشرع، وفي دور البيع والشراء الخاصة بهن ومع هذا تبقى ولا تزال تنتظر الفرصة المواتية لتُخرج طاقتها لا لتتحدى أحداً وإنما لتتحدى ذاتها وتُثبت جدارتها في العمل..
الجزيرة (في 26/7/1416هـ)..
مقال د. ثريا العريض – وجودها وإثباته؟
تقول فيه: (يسألونني، هل أثبتت المرأة السعودية وجودها في أي مجال؟ وأقول: مازال بين المرأة العربية بصفة عامة وليس السعودية فقط وبين إثبات وجودها الفاعل في أي مجال مسافات شاسعة من تردد العائلة وحالات النجاح التي نُعايشها هنا وهناك حالات فردية تتم بشق الأنفس بإصرار فردي من المرأة وبمؤازرة قوية تدعمها من قبل أفراد العائلة خاصة الأب أو الزوج، ولكن المرأة السعودية حظيظة لأن المستقبل باسم أمامها بإصرار القيادات على ضرورة مساهمتها في بناء المجتمع دون تعريضها للمهانة أو الخطر في تفتت القيم الاجتماعية..).
ويقول د/ عبدالعزيز الدخيل:
لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً، والدين والأخلاق من هذه القيود براء.. (مجلة المجلة – 1003 – 2-8/5/1999م).
ـ ويقول د/ أيمن حبيب (كلما تركز الحوار على جوهر قضية عمل المرأة ومشاركتها الوطنية أثمر الحوار) عكاظ – 11928– 8/1/1420هـ.
ـ ويقول عبدالله الفوزان (التوسع في مجالات عمل المرأة يقتضي تغيير القيم الاجتماعية البائدة التي تسيطر على بعض العقول، وتغيير كهذا يستدعي المجابهة والمواجهة) مجلة المجلة –1003- 2-8/5/1999م.
ـ ويقول حماد السالمي (والتوجيه نحو حل هذا الإشكال لا بد وأن يأتي سريعاً وبحلول لا تقبل الجدل أو العودة إلى عنق الزجاجة الذي طالما راهن عليه أعداء الحقوق المشروعة للمرأة).
ـ ويقول د/ عبدالعزيز داغستاني (المرأة نصف المجتمع ونصف الاقتصاد، نصف قادر على العمل والعطاء، نصف ندفع ثمناً باهظاً إذا ظل معطلاً ومهمشاً، نصف تتركز ووتزايد فيه معدلات البطالة مما ينذر بواقع قد يتحول إلى مشكلة اجتماعية إذا نتدارك الأمر) عكاظ – 11927 – 7/1/1420هـ.
ـ ويقول عبدالوهاب الفائز (أيضاً الديوان العام للخدمة المدنية مطالب بأن يبدأ بإعداد القطاع العام لإحداث التغيير الذي يوسع مجالات فرص عمل المرأة ولا نعني حجب فرص التوظيف عن الرجال بل نعني إعطاء الأولوية للمرأة، إن خبراتها محدودة لتجاوز معوقات الزمان والمكان هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هناك أعداد كبيرة من النساء سوف يكن جاهزات للإنتاج كقوة رئيسية في سوق العمل وليس من مصلحتنا اجتماعياً وإنسانياً وحتى اقتصادياً تجاهل ضرورات توظيفها واستثمارها بالصورة التي تساعد على استقرار المجتمع) الرياض –11367– 14/1/1420هـ.
وفي (المدينة عدد13300 في 8/6/1420هـ)
يقول رئيس المجلس العربي للطفولة ورئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية الأمير طلال بن عبد العزيز في معرض استعراضه لبعض المشروعات التي تحققت:
(وكذلك أنشأنا مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، ومقره تونس، ويهدف هذا المركز إلى النهوض بأوضاع المرأة العربية في كافة الميادين.
فوضع المرأة العربية يشبه وضع المرأة في أيّ منطقة في العالم، مع الفارق، وهنالك تحرك عربي تجاه المرأة، ونشكر هؤلاء الذين قاموا بهذا التحرك.
ولكن هذا لا يكفى، لأنه من وجهة نظرنا لا يجوز أن نترك نصف المجتمع عاطلاً، فيجب أن تشارك المرأة الرجل في كافة نشاطاته … فمشروعاتنا للمرأة العربية كثيرة، وقد ساعدنا عدة جمعيات عربية تعنى بالمرأة سواء بالمال أو بالخبرة، وأسسنا منذ زمن وجيز شبكة عربية للجمعيات الأهلية …).
وفي(الجزيرة 9713 في 17/1/1420هـ).
يقول حماد بن حامد السالمى في مقالته الهجومية والعنيفة:
(إن السنوات القادمة سوف تشهد انفجاراً في قائمة طالبات العمل.. والتوجه نحو حل هذا الإشكال لا بد وأن يأتي سريعاً، وبحلول راسخة لا تقبل الجدل أو العودة إلى عنق الزجاجة الذي طالما راهن عليه أعداء الحقوق المشروعة للمرأة).
و في (عكاظ 11921 في 1/1/1420هـ)
ويقول عبد الله أبو السمح: (علينا إذاً تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد، وكثير منها لا أصل شرعي لها، بل جاءتنا من عهود السلاجقة والعثمانيين … وعلى سبيل المثال فإن كشف الوجه مسألة خلافية …).
وفي (عكاظ 11924 في 4/1/1420هـ)
يتباكى توفيق السيف – رافضي من المنطقة الشرقية وله كتاب يتهجم فيه على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - على وضع المرأة في المجتمع الإسلامي فيقول: (ربما يصعب علينا الإقرار بأن وضع النساء في مجتمعنا لا يطابق المعايير التي يتفق عليها العقلاء).
وقال: (وأظن أن كثيراً مما يكتب أو يقال في عدد من المجتمعات الإسلامية حول حقوق المرأة في الإسلام ليس سوى تبرير لحرمانها من هذه الحقوق).
وفي (عكاظ 11926 في 6/1/1420هـ)
يقول عبدالعزيز مؤمنة:
(ليس هناك أي فرق بين حرية المرأة وحرية الرجل في الإسلام) إلى أن قال (… وهل يجوز أن تبقى المرأة تابعة للرجل بعد أن حررها الإسلام من عبودية الجاهلية، وأعطاها حتى حق تطليق نفسها، وبذلك تكون العصمة في يدها).
ثم يسخر بأمة الإسلام قائلاً: (ولن تتقدم أمة نصفها مصاب بالشلل).
وفي (مجلة المجلة 1003 في 2-8/5/1999م).
يقول د/عبد العزيز بن محمد الدخيل: (دور المرأة في المجتمع الحديث لا يمكن أن يكون استمراراً لدورها الذي كانت تمارسه في العصور القديمة قبل الإسلام وبعده).
وقال: (لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً، والدين والأخلاق من هذه القيود براء) !!
ويقول د/عبد العزيز السبيل (أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وانتقل مؤخراً إلى جامعة الملك سعود بالرياض):
(جزء كبير من المجتمع يريد للمرأة ألا تنظر إلا من خلال نافذة الرجل، سواء كان الأب أو الزوج أو حتى الابن). (مجلة المجلة العدد السابق)
وفي (الرياض 11264 في 11/1/1420هـ).
وتقول بدرية البشر (كاتبة صحفية بجريدة الرياض):
(و يأتي فتح الحوار لوضع تصور جديد يتناسب مع متطلبات الواقع الجديد المتغير كضرورة، لكن نجاحه يشترط تجاوز المفاهيم الاجتماعية التقليدية التي تخلط بين الثوابت الدينية والعادات الاجتماعية).
وفي (مجلة المجلة 1003 فى2-8/5/1999م)
تقول نوف الدبيخي مديرة القسم النسائي في البنك السعودي البريطاني:
(اتجه البنك السعودي البريطاني للتوسع في أقسام السيدات، فلم يعد العمل مقتصراً على الفروع النسائية، بل تعداها إلى توظيف السيدات في الإدارة العامة والإدارات الإقليمية ومركز البطاقات).
وفي (مجلة المجلة عدد 1003 فى2-8/5/11/1999م)
وتقول شريفة الشملان: (إما أن تكون المرأة إنساناً كامل الأهلية، لها كافة الحقوق أو لا تكون).
وفي (عكاظ 11927 في 7/1/1420هـ)
يقول نائب رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بمجلس الشورى د/عبد العزيز داغستانى: (المرأة نصف المجتمع، نصف الاقتصاد، نصف قادر على العمل والعطاء نصف ندفع ثمناً باهظاً إذا ظل معطلاً ومهمّشاً، نصف تتركز وتتزايد فيه معدلات البطالة مما ينذر بوضع قد يتحول إلى مشكلة اجتماعية إذا لم نتدارك الأمر).
ولعل آخر ما حدث هو مسلسل سقوط الأقنعة لليبراليات في منتدى جدة الأقتصادي والتي أعلنتها من هناك لبنى العليان وأخواتها في تحدي صارخ لأوامر الشريعة الإسلامية في حركة باركتها وسائل الإعلام وهي بذلك تضرب بكل جهة شرعية عرض الحائط.
ونقول لهؤلاء ولغيرهم إن الإسلام قد حفظ حقوق المرأة فلها مكانة أساسية ودورها كبير في صنع الأمة وتأثيرها على المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة ولذلك أيقن أعداء الإسلام أنهم إذا أفسدوا المرأة فإنهم يكونوا قد نجحوا في تغريبها وتضليلها فبصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع لهذا لا عجب التركيز على قضية المرأة من قبل الغرب وأذنابهم في بلاد المسلمين ومكانة المرأة في لإسلام ليس بدعاً من القول فلا يوجد في كتاب الله تعالى سورة إلا وللمرأة فيها نصيب وقد جعل الله تعالى للنساء سورة في كتابه الكريم وهي من أطول سور القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يمكن حصره من الأحاديث الخاصة بالمرأة وفي كتب الحديث أبواباً خاصة للنساء ومن أشهرها كتاب عشرة النساء للنسائي أورد فيه 402 أحاديث مطبوعة في مجلد وقد تسابق الحفاظ لجمع أحاديث النساء مثل مسانيد أمهات المؤمنين ومسند عائشة رضي الله عنهن.
وقد ألف كثير من العلماء والدعاة المتأخرين والمعاصرين كتباً للنساء، ومن الكتب القديمة المطبوعة في ذلك (أدب النساء) للإمام عبد الملك بن حبيب (المتوفى سنة 238هـ) أما ما يوجد من الكتب المطبوعة الخاصة بالمرأة فهذا مما يصعب حصره.
وهذا بيان موقع من مجموعة من العلماء والدعاة في المملكة العربية السعودية وعددهم 130 ويتكلمون فيه عن حقوق المرأة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشـرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فهذه رسالة إلى إخواننا وأخواتنا الأفاضل المشاركين في الحوار الوطني الثالث، الحوار الذي يهدف من خلاله لإصلاح المجتمع... والوقوف على قضاياه ومشكلاته.. الحوار الذي يعبر فيه كل مشارك عن دينه و أمته ومجتمعه ومقدار ولائه ومدى نصحه..
الحـوار الذي تكون فيه المصلحة العامة لـلأمة والمجتمع هـي المقدمة على المصالح الشخصية.
معاشر الفضلاء:
أنتم وليس غيركم قد حمّلتم - باختياركم أعضاء في هذا الحوار - أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة.. فأنتم تقولون عني وعن أخي وجاري وزميلي.. وأختي وزوجتي وابنتي... وتتكلمون باسم كل فرد في هذا الوطن الغالي والمجتمع المتميز.
فأنتم – وهذه مكانتكم – قد تحملتم بكل كلمة ونقاش تديرونه مسئولية هذه الأمة رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً.. فهل بعد هذه الأمانة العظيمة وهو الحمل الثقيل من حمل وأمانة؟!
وإني مذكر - والذكرى تنفع المؤمنين - الأساتذة المشاركين والمشاركات بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً)
فهنيئاً لكل صاحب طرح مميز نافع يخدم مصالح الأمة والمجتمع بأن يكون ساناً سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ويا ندامة – وحاشاكم – كل صاحب طرح سقيم مريض منهزم لا يخدم إلا المصالح الشخصية، والأفكار الهدامة، والمبادئ المنحرفة، يا ندامته يوم يكون قد سن في الأمة سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ويا نـدامته يوم يأتي يوم القيامة كما قـال الله تعالى: (يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) !
وإني على ثقة أن كل واحد منكم على قدر من العلم والثقة والأمانة والمسئولية التي يشعر من خلالها بما ميّز الله به أمتنا، وخص به بلادنا - حفظها الله من كل سوء - وجعلها مهبط الوحي.. ومبعث الرسالات، والحصن الحصين الذي يأرز إليه الإيمان.. والسد المانع تجاه كل موجة تخريب وإفساد...
ولن يزال بإذن الله هكذا مادام فيه رجال ونساء يحملون الهّم.. ويدركون الخطر.. ويذودون عن الحياض.. وينصحون بكل صدق وإخلاص. لهذه الأمة عموماً ولمجتمعنا خصوصاً الذي أصبح مقصد الأعداء في كل شأن من شؤونه ومجال من مجالاته..
ولعلكم وأنتم في طيبة الطيبة، تزدادون إيماناً وثقة وثباتاً ومسؤولية بكل ما يدار في لقاءاتكم واجتماعاتكم ونقاشاتكم..وتتذكرون أنكم إن قلتم الحق ودافعتم عنه – وأنتم أهل لذلك - إنما تدافعون عن الإسلام الذي انتشر من هذه البقعة المباركة فهنيئا لكم، فهذه المدينة النبوية لم يخرج منها قط إلا الحق ولم يوح فيها أبداً بغير الهدى، ولم تعرف المرأة في تاريخها الطويل المظلم المهان.. لم تعرف الحق والعدل والإنصاف إلا من هذه المدينة المباركة.. لم تذق طعم الإكرام.. والإعزاز إلا من هذه المدينة.
فقد كانت قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيش في صور من الذل والإهانة.. والظلم والاستعباد.والجور و الإجحاف.. فجاء الإسلام.. وجاء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. ليكرم المرأة.. ويعلي شأنها.. ويرفع منزلتها.. ويعيد لها حقوقها.. لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليسحق عنها الظلم ويبدد الظلمات ويفيض عليها الخير، وبالفعل فقد حصلت المرأة في ظل شريعة الإسلام وهدى خير الأنام كل خير وحق وفضل فاستعادت نسمات الحرية المفقودة ونعمت بحقوقها.. وتمتعت بما شرع الله لها حتى لم تشبهها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها..
حتى قال أحد المستشرقين في كتاب الإسلام ونفسية المسلمين: (من أراد أن يتحقق عن عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء) !
- لقد أكرم الإسلام المرأة حين جعلها صنو الرجل (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).. (النساء شقائق الرجال).
- أكرمها أماً فجعل طاعتها تلي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحقها مقدم على الأب بثلاث.
- وأكرمها بنتاً فجعلها سبباً في نجاة أبيها من النار إذا أحسن تأديبها وتربيتها وصبر عليها.
- وأكرمها زوجة حين جعل جزاءها على طاعة زوجها أن تخير في دخول الجنة من أبوابها الثمانية وأوصى بالإحسان إليها.
- وأكرمها حين سمى سورة في القرآن باسمها وسورة باسم جنسها..وأشاد في سور كثيرة بالمؤمنة وأخلاقها
- وأكرمها اقتصاديا حين أثبت لها حق الملكية والتصرف في مالها.
- وفرض لها نصيبا من الميراث بعد أن كانت جزءا منه، ومع هذا ألزم الولي بالنفقة عليها ولو كانت غنية.
- وأكرمها حين حذر من قتلها في الحروب لضعفها.
- وأكرمها حين أوصى بتعليمها كل ما ينفعها.
- وأكرمها بحفظها وصيانتها ورعاية سمعتها وفرض عقوبة على من تعرض لعرضها بالأذى والقذف.
- وأكرمها حين جعلها ناصحة بالمعروف.. مشاركة في مهام الأمة وقضاياها بالنصيحة والدعوة والرأي..
إلى غير ذلك من المجالات التي حفل الدين بإكرامها. فهل عرفت البشرية دينا ومنهجاً عني بالمرأة كعناية الإسلام بها؟
ولا زالت ولن تزال المرأة في بلادنا بلاد الحرمين خاصة تنعم بحقوقها، وتتميز بمكانتها، وتتمتع بحريتها دون سائر نساء أهل الأرض، والواقع الغربي والمجتمعات العربية المقلدة له شاهد على ما تتميز به المرأة المسلمة في بلادنا من حقوق ومكرمات...
فهل لنا حاجة بعد هذا التكريم – معاشر الفضلاء – أن نصدق تلك الدعاوى المشبوهة التي تثار ضد المرأة في مجتمعنا المحافظ الكريم؟!! هل يليق بالغني أن ينظر بما في أيدي الفقراء؟ فقد أغنانا ديننا عن دعاواهم.
وكم في بث تلك الدعاوى المغرضة والمطالب الباطلة من خدمة لأعداء ديننا وبلادنا وأعداء المرأة أيضاً من أدعياء تحريرها.؟.
إنهم بمطالبهم ودعاواهم تلك لا يريدون تخليص المرأة من ظلم إنما يريدون كما قال الله تعالى عنهم (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).
فهم يهدفون إلى إخراج المرأة عن دينها وعفتها وطهارتها لنشر الفوضى الأخلاقية والأمنية في مجتمعنا كما هو حال المجتمعات المتحررة من الحياء والتي مازادت المرأة إلا إهانة وإذلالاً وتفسخاً وانحطاطاً وظلما. ينظر بتوسع إلى ورقة حول تغريب المرأة في هذا البلد المبارك باسم: (معركة تحرير المرأة في السعودية) وورقة أخرى بعنوان: (الحرية التي يريدونها للفتاة السعودية).
فحذار حذار أيها الأمناء والأمينات أن تكونوا بأطروحاتكم ومداخلاتكم وتوصياتكم مـمن يسعى لهدم الإسلام أو يخدم الهدامين بما يحقق لهم آمالهم وربما كان ذلك بغفلة أو مجاراة تهدم مكانة المرأة في مجتمعنا المسلم والذي هو آخر حصن من حصون الإسلام.
فأنتم تعلمون ما تتمتع به المرأة من إمكانات ومواهب ضخمة حباها الله إياها جديرة أن تبنى بها أمة أو تهدم بها أمة، فإن المرأة هي حصن الأمة المنيع فاحذروا أن تكونوا سببا لولوج العدو من خلاله
قال حسان بن عطية أحد السلف ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم.. وهذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فالله الله أن تؤتي المرأة في بلاد مهبط الوحي من قبلكم فقد عزّ على الأعداء أن تبقى المرأة في بلادنا حرماً مصوناً وعرضاً طاهراً ورحماً عزيزاً وجوهرة مكنونة، عزّ عليهم أن تبقى فتاة الجزيرة صامدة أمام الحملات الشرسة، معتزة بحجابها، فخورة بحيائها، ترى الغرب مضرب الذل والإهانة والتخلف الحقيقي.
بمقابل ما تتمتع به المرأة في بلادنا من حقوق ومكارم ومميزات وهذا لا يمنعنا من الاعتراف ببعض الممارسات الخاطئة والمظالم الواقعة على بعض النساء من بعض أفراد المجتمع.. فهناك صور نشاز من الظلم والإهانة والحرمان تلاقيها بعض أخواتنا في مجتمعنا من بني جلدتنا.. ولكنها ليست صفة سائدة، وليست شريعة الله المتهم بل هي بسبب الهوى والجهل بدين الله الذي رسخه عند الرجل والمرأة ضحالة التعليم الشرعي في مؤسسات التعليم، وبرامج الإعلام، ويزيد الأمر سوءاً ما تقوم به عدد من وسائل الإعلام من البرامج الموجهة لهدم العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة وعرض قضاياهما بصورة صراع بين ندين تحث المرأة فيها على التخلص من سلطة الرجل زعموا
أما التشريعات الربانية للمرأة فهي منـزهة عن الظلم والإجحاف (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون).
أيها النبلاء: إن أملنا فيكم كبير في أن تنال المرأة مربية الأجيال (وهي الأم والأخت والبنت والزوجة..، من بحوثكم ودراساتكم، ومداخلاتكم أن تنال ما يخدم مصالحها الشرعية وقضاياها الحقيقية ومشكلاتها الواقعية.
فالعانس ومشكلاتها، والمطلقة ومأساتها، والأرملة ومعاناتها، والفقيرة وحاجاتها، والمتعلمة ووضعها والمعاقة ومعاناتها واليتيمة وبؤسها والمرأة العاملة ومتاعبها والتزاماتها، والسجينة وقضيتها كلها.. قضايا ومشاكل تحتاج إلى دراسات ميدانية وتقارير شاملة، وحلول ناجحة، وتوصيات صريحة واضحة يكون فيها الإكرام للمرأة ورعاية حقوقها وحفظها من أن تستغل لممارسات سيئة تنعكس على الأسرة السعودية والمجتمع السعودي بالسوء والعقوبة، (ينظر بتوسع إلى ورقة (يا مصلحون أوصدوا الأبواب أمام زحف التغريب).
فإن من المسلَّمات لدى المؤمنين اختصاص المولى جل وعلا بالخلق والأمر، وأن أمره سبحانه ناشئ عن علم تام وحكمة متناهية فهو العليم سبحانه بالخلق وما يحتاجون إليه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فبالعلم المحيط، والحكمة المتناهية المقتضية لوضع الأمور في نصابها شرعت الشرائع، وحدت الحدود بما يتوافق وطبيعة هذا الإنسان، مع مراعاة خصائص كل منهما، وليس الذكر كالأنثى فجاءت شريعة الإسلام أفضل الشرائع وأحكمها وأعدلها وأرحمها بالخلق، فاستحقت بذلك أن تكون خاتمة الشرائع، صالحة لكل زمان ومكان مهما تعاقبت الأزمان، وتغيرت متطلبات الإنسان.
وما على المؤمن حيال ذلك إلا التسليم التام لشرع الله والرضى به، وألا يجد في نفسه أدنى حرج وضيق، وألا يختار غيره بديلا فحينئذ يتحقق وصف الإيمان، وبدون ذلك تنتفي حقيقة الإيمان قـال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
ومن هذا المنطلق الإيماني وبالتمسك بالوحيين تتحقق السعادة في الدارين، وتندحر كل شبهة يرجف بها المرجفون، ويحيكها المتآمرون.
إن حقوق المرأة وواجباتها جاءت متلائمة بما يتوافق وطبيعة المرأة وتكوينها وصدق الله القائل (وليس الذكر كالأنثى) وإن تلك الحقوق يجب أن تفهم وتنزل وفقا للنصوص الشرعية وفق فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم وسلف هذه الأمة الذين شهد الله لهم بالخيرة فليست الأمور متروكة للأهواء والرغبات، و(ما يطلبه المستمعون)..
وحين تعطى المرأة ما لها وما عليها وفق شرع الله فقد تحررت حقا من كل ظلم وتعسف وافتراء وابتزاز وابتذال، وأصبحت امرأة صالحة مصلحة طاهرة مصونة عفيفة تبني في مجتمعها ولا تهدم.
ألا وإن من أعظم حقوق المرأة المنصوص عليها في الشرع المطالبة بالعمل وتوظيف المرأة، ولكن داخل بيتها فتلك أسمى وظيفة وأشرفها، وهي الملائمة لتكوينها الجسدي والأنثوي، والنفسي، والعاطفي، وأما العمل خارج منزلها فهو الجهد المضني الذي يشقى به جسم الإنسان، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك حين أفرد الخطاب لآدم في قوله تعالى (ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى) فآدم لما كان هو الكادَّ على زوجه والكاسب لها كان بالشقاء أخص، فعمل المرأة خارج منزلها شقاء لا تتحمله.
وبقدر تحقيقها لوظيفتها داخل بيتها يتحقق لهذه الأمة السمو والكفاءة، والنمو الاقتصادي، كما شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء.
أما من حيث الكفاءة فالمرأة من أكبر المصانع المنتجة للبشر الأكفاء، ووراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وأما من حيث النمو الاقتصادي فدونك تجربة اليابان أكبر الدول من حيث النهضة الاقتصادية فهل كان بسبب خروج المرأة للعمل؟ كلا. بل إن الأرقام تشير إلى أن الرجل يشغل 73% في حجم العمالة، ونسبة مشاركة المرأة في العمل خارج البيت 27% من إجمالي العمالة في المجتمع الياباني، وأما البقية فقد تفرغن لوظيفة البيت الهامة، فهن سلاح البلاد، وقوة العمل غير المعترف بها، إنها العمود الفقري للأمة، فهن المسؤولات عن البيوت، فلا وجود للخادمات في المجتمع الياباني. فالاحتفاظ بدور المرأة، وفق الفطرة في بيتها هو قمة النجاح لأي مجتمع.
هذا هو دور المرأة الحقيقي، وأما ما ينادي به أعداء المرأة من دعوة لتحررها -من كل الضوابط والأخلاق والقيم بدعوى الحرية والمساواة- فتلك دعاوى باطلة ماكرة خبيثة بدأ يلفظها أسيادهم في الوقت الذي تعالت فيه صيحات عقلاء الغرب، بل ونساؤهم اللاتي خرجن وحققن المساواة التامة المزعومة في كل شيء مع الرجل ليطالبوا بتحديد ميدان عمل المرأة، وحدوده وحصره في بيتها وأسرتها وأطفالها.
فقد اقترحت لجنة دراسة العمل في أمريكا بإدراج تربية الطفل في عداد الوظائف والأعمال التي يجب على الدولة أن تدفع لها الرواتب والأجور، وعلقت اللجنة (نستطيع أن نرى السخافة التي تُعرِّف العمل على أساس أنه وظيفة بأجر فربة البيت طبقا لهذا التعريف لا تعتبر عاملة، ولكن إذا أحل الزوج محلها خادمة أو طباخة أو مربية أطفال فإن هؤلاء النسوة يعتبرن عاملات).
إننا حقيقة بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم العمل، والإنتاجية، والبطالة، ورد هذه المصطلحات إلى أصالتها الإسلامية. فالعمل حسب الأصول الإسلامية في القرآن والسنة: هو الذي يهدف إلى الارتقاء
بالإنسان إلى منزلة أحسن تقويم التي تؤهله لأداء دوره الذي أراده الله سبحانه له في الأرض. وحين يتركز مفهوم العمل حول هذا الهدف النبيل تحتل ربات البيوت ومربيات الأجيال مكانتهن اللائقة بهن.
وبعد كل ذلك فلا يعني ما سبق بالضرورة تحريم عمل المرأة خارج بيتها، بل المراد تقرير أن أصل عمل المرأة ووظيفتها الحقيقية في بيتها سواء في تربية أطفالها ورعاية أسرتها والاهتمام بزوجها، أو في أي عمل تنتفع به في دينها ودنياها، فإذا ما أرادت بعد ذلك أن تخرج فلا مانع من ذلك، ولكن وفق ضوابط وشروط منها: ألا يكون عملها يتعارض مع عملها الأساسي، وأن يكون وفق الضرورة والحاجة، ملائما لطبيعة المرأة، بعيداً عن الاختلاط بالرجال، مراعيا للحشمة والحياء والحجاب. ينظر بتوسع إلى بحث (الحرية حق كفله الإسلام للمرأة للدكتورة / ساره آل جلوي).
ولعنا في ختام هذه الرسالة أن نقف مع موضوع مهم يكثر الحديث حوله خاصة فيما يتعلق بالمرأة ألا وهو المرأة والتعليم، إن الإسلام دعا إلى تعليم المرأة المسلمة، فأوّل آية نزلت في القرآن الكريم كانتْ داعيةً إلى العلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
إيذاناً بانتهاء عصر الجهل والتخلُّف، وبَدْء عصر جديدٍ، عصر العلم والتقدُّم والاكتشاف والنبوغ.
وتعلمت المرأة السعودية، وحققتْ نتائج كبيرة باهرة، وغدت متفوّقة في تعليمها، محققةً نتائج كبيرة في ميادين تخصصها، وأصبحتْ مؤثرة في مجتمعها.
بعيداً – والحمد لله – عن أجواء الفتنة والاختلاط بالرجال في كل مراحل التعليم، ولم تشكُ يوماً من مضايقة الرجال لها، لأنها تعمل وهي مصونة وهي آمنة وهي حُرّة غير مقيّدة.
لقد أعلنتْ إدارة الرئيس جورج بوش عن عزمها تشجيع مبدأ عدم الاختلاط بين البنين والبنات في المدارس العامة، وصدر إعلان هذا المشروع في السجل الفيدرالي في الصحيفة الرسمية بتاريخ 8/5/2002م. وذلك فيما يبدو تداركاً لمشكلة كبيرة عاشتها أمريكا.
ولئن كان الرئيس الأمريكي تنبأ بضرورة هذا الفصل وأهميته فإن ديننا قد أمرنا بهذا، وهذه البلاد والحمد لله طبّقته واقعاً في مدارسها منذ عام 1380هـ ضمن خطط الرئاسة العامة لتعليم البنات.
لقد انتصرتْ المرأة المسلمة في السعودية والحمد لله على كل نساء الأرض إذْ حققت توازناً خطيراً لم تستطع نساء الدنيا أن يحققن ذاك التوازن، ألا وهو: التعلم + العفِّة.
كتب سكوت بيتر سون مراسل صحيفة كريستيان ساينس موينتور الأمريكية واسعة الانتشار تحقيقاً قال فيه: لم يقفْ الحجاب أمام تطور المرأة السعودية التي تتعامل باقتدار مع أحدث برامج الحاسوب والإدارة ونظريات التعلُّم.
وإنَّ نظرةً سريعةً حول بعض الإحصاءات في العالم الحر الذي ترك المرأة تتعلم وفتح لها باب الاختلاط لكنه مع الأسف لم يعتن بكرامتها، ولم يعتن بأمنها، ولم يعتن بشرفها ومكانتها الراقية العالية، هذه النظرة تعطينا المدى السحيق الذي ارتكستْ فيه الفتاة عندهم.
فمثلاً: في أمريكا: مليون حالة حمل سنوياً وسط اليافعات، (406) آلاف حالة يتم التخلص منها بالإجهاض (Adortion) وَ (134) ألفاً منها يتم بإسقاط الحمل، بينما يخرج (490) ألف طفل غير شرعي سنوياً، وهذا الرقم يُشكل حوالي 28% من الإجمالي السنوي لعدد المواليد، حسبما أفاد بذلك المركز القومي للإحصاءات الصحيّة. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
كما يجب أن تكون المدارس ودور العلم التي تتلقى فيها الفتاة تعليمها مجهزة بمبانٍ صممتْ هندسياً لتلبي الاحتياجات النفسية للطالبات، كما يجب أنْ تكون مهيّأة بكافة التجهيزات الفنية، والعلمية والعملية التي تخدم الفتاة وتنمي ثقافتها وحصيلتها العلمية ؛ لترتقي في مجالها.
إن المرأة في حاجة إلى إعادة النظر في التخصصات الموجودة الآن، حتى تتناسب وطبيعتها، نظراً للاختلاف الكبير بين طبيعتها وطبيعة الرجل، فالدراسات والأبحاث أكدتْ الفروق السلوكية والبيولوجية بين الرجال والنساء، قال جل وعلاه (وليس الذكر كالأنثى).
يقول الدكتور ألكسيس كاريل: (يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى، وكذا لوظائفها الطبيعية، هناك اختلافات لا تُنكر بين الجنسين ؛ ولذلك فلا مناص من أن نحسُب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالمٍ متمدِّن).وانطلاقاً من هذا المبدأ وهذه الطبيعة المختلفة بين الجنسين فإنه يجب أنْ يُفتح في الجامعات من التخصصات ما يناسب هذه الطبيعة التي خلقها الله حتى تستطيع المرأة أن تتفاعل وتُنتج وتُقدِّم صوراً مشرقة في مجالها الخاص بها.
أما أن توجه المرأة لتخصصات بعيدة كل البعد عن خصائصها التي جبلها عليها، وعن فطرتها وقدرتها، فهذا من الظلم لها، ومن الاستهانة بحقوقها، ومن التعامي عن فطرتها وطبيعتها وخصائصها، وبالتالي ينتج منه عدم تفاعلها وإنتاجها، بل واستسلامها في النهاية.
فلا يصح مثلاً أن توجه المرأة إلى جانب الدعاية والإعلان ؛ لأنها ليست سلعة وأداة للجذب، فلم تخلق إلاّ لجذب زوجها لا لجذب الناس للبضائع ولا أن تكون كابتن طيار فهي مهمة شاقة
لا تناسب طبيعة المرأة فضلاً عن مخاطرها ومحاذيرها الشرعية، ولا أن تكون سفيرة أو دبلوماسية أو في أعمال مهنية كالحدادة والنجارة... فهذا كله وغيره من السخرية بالمرأة، وتحميلها ما لا تطيق، والقفز على فطرتها، بل وفيه تسخيرها لخدمة شهوات الذئاب، تقول: ألورا رولي مقدمة برامج في شبكة الأخبار العالمية (CNN) بعد أن تركت العمل في الشبكة: إن الأمومة أنقذتني.
إذاً لا بد من التركيز على التخصصات التي تناسب طبيعة المرأة، والتي تدعوها للعمل والإنتاج والإصلاح.
ولمراعاة طبيعة المرأة وخصائصها، فإنه لا بد من مناهج تعليمية توجه هذه الطبيعة وتنميها إلى أبعد حد ممكن، وذلك فيما يتعلق بدورها في الأسرة ودورها في المنزل، وواجباتها تجاه زوجها، وطرق وأدوار تربية الأولاد، وتجاوز الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في التربية، وتعليمها المسائل الفقهية، والقضايا الشرعية التي تهمها كأم أو زوجة أو بنت، فالمرأة في الإسلام لها أحكام كثيرة دقيقة منضبطة لا غنى لها عن تعلمها لتواجه الحياة على بصيرة وعلم.
ونتساءل لماذا الفتاة تتعلم أشياء كثيرة معقدة تصرف فيها وقتها وجهدها وتفكيرها وهي بعيدة كل البعد عن حياتها العملية وعن طبيعتها، فلماذا تتعلم أدق وأصعب المعادلات الكيميائية؟ هل المطلوب تخريج كيميائيات...؟ أو تدرس علم الأرض بكل تفاصيلها الدقيقة...؟ وهذا لا يخصها ولا يهمها.
إذاً فمن الأمانة بهذا النشء وبهؤلاء الفتيات أن يتعلمن ما يحتجن إليه في حياتهن العملية وما يتوافق مع أنوثتهن وطبيعتهن ؛ كي يحققن نتائج عظيمة بإذن الله تعالى.
وفي الختام.. كونوا وفقكم الله حماة للمرأة من الدعاوى الباطلة المزيفة من دعاة التغريب والتحرر، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله بالحق..وقولوا للمرأة من هي المرأة في الإسلام.. ومكانتها فيه.
خوفوها من التمرد على الفطرة والتنكر للدين ومبادئه قولوا لها عوداً حميداً أيتها العاقلة الطاهرة.. عوداً حميداً أيتها الدرة المصونة تنالي سعادة الدنيا والآخرة وتعيشي حياة طيبة (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
جعلنا الله جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر منارات للهدى مقامع للعداء آمين
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبها الأخ الكريم الصياد
المصدر: الساحات
مختارات