" أين نحن من هؤلاء في : العناية بالدعاء "
" أين نحن من هؤلاء في: العناية بالدعاء "
من ثمرات الدعاء:
* عن ابن أبي حاتم ومحمد بن إسحاق: أن مالكًا الأشجعي جاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أسر ابني عوف.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول: لا حولا ولا قوة إلا بالله».
وكانوا قد شدوه بالقد، فسقط القد عنه، فخرج، فإذا هو بناقة لهم، فركبها، فإذا بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه، فصاح بهم، فأتبع أولها آخرها، فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب.
فقال أبوه: عوف، ورب الكعبة.
فقالت أمة: واسوأتاه، وعوف كيف قدم لما هو فيه من القد؟!
فاستبقا الباب والخادم، فإذا هو عوف قد ملأ الفناء إبلاً، فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فقال أبوه: قفا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسأله عنها.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اصنع بها ما أحببت، وما كنت صانعًا بمالك» ونزل قوله تعالى: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " [الطلاق: 2 – 3] (انظر تفسير ابن كثير – سورة الطلاق، الآيتان: 2 – 3).
دعاء كفاية الهم والدين:
* دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: «يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟».
قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله.
قال: «أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟».
قال: بلى يا رسول الله.
قال: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعود بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي، وقضى عني ديني (انظر الأذكار، للإمام النووي).
دعاء الحفظ من المصائب:
* جاء رجل إلي أبي الدرداء رضي الله عنه، فقال: يا أبا الدرداء، قد احترق بيتك.
فقال: ما احترق، ولم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره، لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار، لم تصبه مصيبة حتى يصبح: «اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم».
وفي رواية أخرى: أنه تكرر مجيء الرجل إليه ويقول: أدرك دارك فقد احترقت، وهو يقول: ما احترقت؛ لأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال حين يصبح هذه الكلمات – وذكر هذه الكلمات – لم يصبه في نفسه ولا أهله ولا ماله شيء يكرهه»، وقد قلتها اليوم.
ثم قال: انهضوا بنا، فقام وقاموا معه، فانتهوا إلي داره وقد احترق ما حولها، ولم يصبها شيء (انظر الأذكار، للإمام النووي).
فضل الدعاء بالخير:
* قال حسان بن محمد أبو الوليد النيسابوري: قالت لي والدتي: كنت حاملاً بك، وكان للعباس بن حمزة مجلس، فاستأذنت أباك أن أحضر مجلسه، في أيام العشر، فأذن لي، فلما كان في آخر المجلس، قال العباس ابن حمزة: قوموا، فقاموا، وقمت معهم، فأخذ العباس يدعو، فقلت: اللهم هب لي ابنًا عالمًا.
فرجعت إلى المنزل، فبت تلك الليلة، فرأيت فيما يرى النائم، كأن رجلاً أتاني، فقال: أبشري، فإن الله قد استجاب دعوتك، ووهب لك ولدًا ذكرًا، وجعله عالمًا، ويعيش كما عاش أبوك.
قالت: وكان أبي عاش اثنتين وسبعين سنة.
قال الأستاذ: وهذه قد تمت لي اثنتان وسبعون سنة.
قال الحاكم: فعاش الأستاذ بعد هذه الحكاية أربعة أيام (انظر طبقات الشافعية، للإمام السبكي).
وإذا سألت فاسأل الله:
* قال القاضي حسين: كنت عند القفال، فأتاه رجل قروي، وشكا إليه أن حماره أخذه بعض أصحاب السلطان، فقال له القفال: اذهب فاغتسل، وادخل المسجد، وصل ركعتين، واسأل الله تعالى أن يرد عليك حمارك.
فأعاد عليه القروي كلامه، فأعاد القفال، فذهب القروي، ففعل ما أمره به، وكان القفال قد بعث من يرد حماره، فلما فرغ من صلاته، رد الحمار، فلما رآه على باب المسجد، خرج، وقال: الحمد لله الذي رد على حماري.
فلما انصرف، سئل القفال عن ذلك، فقال: أردت أن أحفظ عليه دينه كي يحمد الله تعالى (انظر طبقات الشافعية، للإمام السبكي).
مختارات