إخباره بالفتوحات، موت زينب، صلح الحسن مع معاوية
إخباره بالفتوحات الإسلامية في القرون الثلاثة المفضلة:
عن أبي سعيد الخدري - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - عن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - قال: (يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صحب النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -؟ فيقال: نعم. فيفتح عليه، ثم يأتي زمان، فيقال: فيكم من صحب أصحاب النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -؟ فيقال: نعم، فيتفتح، ثم يأتي زمان، فيقال: فيكم من صحب أصحاب أصحاب النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فيقال: نعم فيفتح). البخاري- الفتح (6/104) رقم (2897) - كتاب الجهاد والسير - باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - أن زينب أسرع زوجاته لحاقاً به:
عن عائشة أم المؤمنين - رَضيَ اللهُ عَنْهُا - قالت: قال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً) قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. صحيح مسلم (4/1907) رقم (2452) - كتاب من فضائل الصحابة - باب فضائل زينب أم المؤمنين.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- بصلح الحسن مع معاوية - رَضيَ اللهُ عَنْهُما-:
عن أبي موسى قال سمعت الحسن يقول: (استقبل الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولى حَتَّى تقتل أقرانها، فقال له معاوية، وكان والله خير الرجلين - أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز- فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأتياه، فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنوا عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به فصالحه، فما سألهما شيئاً إلا قالا نحن لك به، فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). قال أبو عبد الله: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. البخاري - الفتح (5/361) رقم (2704) كتاب الصلح - باب قول النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - للحسن بن علي: (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين). وقوله:{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (9) سورة الحجرات.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- بقتل عمار بن ياسر - رَضيَ اللهُ عَنْهُ -:
عن عكرمة- رَضيَ اللهُ عَنْهُ-قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه، فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حَتَّى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين فرآه النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فينفض التراب عنه ويقول: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجَنَّة ويدعونه إلى النَّار). قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن. البخاري - الفتح (1/644) رقم (447) كتاب الصلاة - باب التعاون في بناء المسجد.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بإخراج اليهود من خيبر:
عن ابن عمر- رَضيَ اللهُ عَنْهُما- قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر قام عمر خطيباً فقال: إن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: (نقركم ما أقركم الله) وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم.
فلما أجمع عمر على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين! أتخرجنا وقد أقرنا مُحَمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا؟ فقال عمر: ظننت أني نسيت قول رسُول اللهِ: كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة؟ فقال: كان ذلك هزيلة من أبي القاسم. فقال: كذبت يا عدو الله، فأجلاهم عمر وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر مالاً، وإبلاً، وعروضاً، من أقتاب، وحبال وغير ذلك. رواه حماد عن سلمة عن عبيد الله أحسبه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -. البخاري - الفتح (5/385) رقم (2730) كتاب الشروط- باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -عن رجل ممن كان يقاتل معه أنه من أهل النَّار:
عن سهل بن سعد الساعدي - رَضيَ اللهُ عَنْهُ -: أن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأتنا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (أما إنه من أهل النَّار)، فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال: فخرج معه كلما وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذباً به بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فقال: أشهد أنك رسُول اللهِ. قال: (وما ذاك؟) قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النَّار فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبا به بين ثديه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجَنَّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النَّار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النَّار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجَنَّة). صحيح البخاري (7/538) رقم (4202) - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر. وصحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وأن من قتل نفسه....
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - بركوب بعض أمته البحر في الغزو:
عن أنس بن مالك - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - قال: كان رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -، ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت: وما يضحكك يا رسُولَ اللهِ؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا علىَّ غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة - شك إسحاق-) قالت فقلت: يا رسُولَ اللهِ ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -، ثم وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسُولَ اللهِ؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله)؛ كما قال في الأول قالت: فقلت: يا رسُولَ اللهِ! ادع الله أن يجعلني منهم. قال: (أنت من الأولين)، فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. صحيح البخاري - الفتح (6/13) رقم (2789) -كتاب الجهاد والسير - باب الدعاء بالشهادة والجهاد للرجال والنساء.
قال ابن حجر- رحمه الله-: وقد أشكل هذا على جماعة فقال ابن عبد البر: أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة فلذلك كان ينام عندها وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه، ثم ساق بسنده إلى يحيى بن إبراهيم بن مزين قال: إنما استجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته، لأن أم عبد المطلب جده كانت من بنى النجار. ومن طريق يونس بن عبد الأعلى قال: قال لنا ابن وهب أم حرام إحدى خالات النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة فلذلك كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه. قال ابن عبد البر وأيهما كان فهي محرم له. وجزم أبو القاسم بن الجوهري والداودي والمهلب فيما حكاه ابن بطال عنه بما قال ابن وهب قال: وقال غيره إنما كانت خالة لأبيه أو جده عبد المطلب، وقال ابن الجوزي: سمعت بعض الحفاظ يقول: كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة.وحكى ابن العربي ما قال ابن وهب ثم قال: وقال غيره بل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - معصوما يملك أربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه، وهو المبرأ عن كل فعل قبيح وقول رفث، فيكون ذلك من خصائصه. ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك قبل الحجاب، ورد بأن ذلك كان بعد الحجاب جزما، وقد قدمت في أول الكلام على شرحه أن ذلك كان بعد حجة الوداع ورد عياض الأول بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال، وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية، وجواز الإقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل. وبالغ الدمياطي في الرد على من ادعى المحرمية فقال: ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة أو من النسب وكل من أثبت لها خؤلة تقتضي محرمية، لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات ليس فيهن أحد من الأنصار البتة، سوى أم عبد المطلب وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار، وأم حرام هي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر المذكور، فلا تجتمع أم حرام وسلمى إلا في عامر بن غنم جدهما الأعلى، وهذه خؤلة لا تثبت بها محرمية لأنها خؤلة مجازية، وهي كقوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص (هذا خالي) لكونه من بني زهرة وهم أقارب أمه آمنة، وليس سعد أخا لآمنة لا من النسب ولا من الرضاعة. ثم قال وإذا تقرر هذا فقد ثبت في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم فقيل له فقال: أرحمها قتل أخوها معي، يعني حرام بن ملحان، وكان قد قتل يوم بئر معونة.
قلت: وقد تقدمت قصته في الجهاد في (باب فضل من جهز غازيا) وأوضحت هناك وجه الجمع بين ما أفهمه هذا الحصر وبين ما دل عليه حديث الباب في أم حرام بما حاصله أنهما أختان كانتا في دار واحدة كل واحدة منهما في بيت من تلك الدار، وحرام بن ملحان أخوهما معا فالعلة مشتركة فيهما. وإن ثبت قصة أم عبد الله بنت ملحان التي أشرت إليها قريبا فالقول فيها كالقول في أم حرام، وقد انضاف إلى العلة المذكورة كون أنس خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد جرت العادة بمخالطة المخدوم خادمه وأهل خادمه ورفع الحشمة التي تقع بين الأجانب عنهم، ثم قال الدمياطي: على أنه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بأم حرام، ولعل ذلك كان مع ولد أو خادم أو زوج أو تابع. قلت: وهو احتمال قوى، لكنه لا يدفع الإشكال من أصله لبقاء الملامسة في تفلية الرأس، وكذا النوم في الحجر، وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل، لأن الدليل على ذلك واضح، والله أعلم. المرجع فتح الباري (11/80- 81).
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بفتح مصر:
عن أبي ذر - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها). صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب وصية النَّبيّ بأهل مصر. قال: فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنه يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها.
وعن أبي ذر - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - قال: قال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-: (إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً، أو قال: ذمة وصهراً، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها). صحيح مسلم (4/1970) رقم (2543) - كتاب فضائل الصحابة - باب وصية النَّبيّ بأهل مصر. قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بالأثرة التي ستحصل على الأنصار:
عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئاً، فكأنهم وجدوا إذ لم يصيبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟) قال: كلما قال شيئاً، قالوا: الله ورسوله أمن. قال: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -؟) قال: كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن. قال: (لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - إلى رحالكم. لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حَتَّى تلقوني على الحوض). البخاري - الفتح (7/650) رقم (4333) كتاب الغازي - باب غزاة أوطاس.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - بقلِّ الأنصار
عن ابن عباس - رَضيَ اللهُ عَنْهُما- قال: خرج رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حَتَّى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد فإن الناس يكثرون يقِلّ الأنصار حَتَّى يكونوا في الناس بمنزلة الملح من الطعام، فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم). فكان آخر مجلس جلس فيه النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -. البخاري - الفتح (6/ 726) رقم 3628) كتاب المناقب - باب علامات النُّبوُّة في الإسلام.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بفساد الحجاج، وكذب المختار ابن أبي عبيد الثقفي:
عن أبي نوفل قال: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس حَتَّى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما عملت صواماً قواماً وصولاً للرحم، أما والله لأمة أنت شرها لأمة خير، ثم نفد عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأنزل عن جذعة، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرَّسُول لتأتين أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حَتَّى تبعث إلي من يسحبني بقروني. قال فقال: أروني سبتي، فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حَتَّى دخل عليها فقال: كيف رأيتيني صنعت بعدو الله، قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين. أنا والله ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسُول اللهِ حدثنا: أن في ثقيف كذاباً ومبيراً. فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه. فقال: فقام عنها ولم يراجعها. صحيح مسلم (4/1971) رقم (2545) - كتاب فضائل الصحابة - باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها.
إخباره - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بفتح خيبر على يدي علي - رَضيَ اللهُ عَنْهُ -:
عن مسلمة بن الأكوع - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - قال: كان علي - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - تخلف عن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - في خيبر وكان به رمَدْ، فقال: أنا أتخلف عن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -! فخرج علي فلحق بالنَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (لأعطين الراية - أو قال: ليأخذن الرأية غداً رجل يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه)، فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي، فأعطاه رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -ففتح الله عليه. صحيح مسلم(4/1817)رقم (2405) - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل علي بن أبي طالب.
مختارات