" من أحوال بعض الصحابة رضي الله عنهم في إجابة الدعاء "
" من أحوال بعض الصحابة رضي الله عنهم في إجابة الدعاء "
أ- سعيد بن زيد رضي الله عنه:
* عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: إن سعيد بن زيد خاصمته أروى بنت أوسٍ إلي مروان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئًا من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا؛ طوقه يوم القيامة إلي سبع أرضين» فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا.
فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة؛ فأعم بصرها، واقتلها في أرضها، فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت، وكانت تقول: أصابتني دعوة سعيد (رواه البخاري ومسلم).
ب- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
* عن جابر بن سمرة رضي الله عنه شكا أهل الكوفة سعدًا إلي عمر رضي الله عنه فعزله، واستعمل عليهم عمارًا رضي الله عنه.
فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن الصلاة، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن الصلاة.
قال سعد: أما أنا، والله، فإني كنت أصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين.
قال عمر: ذلك الظن بك، يا أبا إسحاق.
فأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون عليه معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة، يكنى: أبا سعدة، قال: إذ نشدتنا، فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية – أي لا يسير مع الجيش للقتال – ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية.
قال سعد: أما – والله – لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك كاذبًا وقام رياءً وسمعةً، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن.
قال: فكان بعد ذلك إذا سئل، يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد.
قال عبد الملك بن عمير: فأنا رأيته بعد أن قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن (رواه البخاري ومسلم).
مختارات