" شكرًا لإذاعة طريق الإسلام "
" شكرًا لإذاعة طريق الإسلام "
تعرفت على أخت مسلمة عن طريق الإنترنت منذ مدة ليست بطويلة تدعى " يارا " وهي من إحدى الدول العربية... وفي ثاني لقاء لي معها على الشبكة وكانت خلال العطلة الصيفية دار بيننا الحوار التالي:
يارا: هل سبق لك السفر خارج المملكة في الصيف؟
أنا: لا... لم يسبق لي السفر خارج المملكة... إلا على فكرة لماذا تأتين أنت للسعودية؟.
يارا: أتمنى ذلك ولكن من أين لي بالمحرم؟!.
أنا: لماذا؟ ألا تأتين أنت وأهلك إلى مكة أحيانًا؟
يارا: ألا تعلمين أن أهلي غير مسلمين.
أنا: لا حول ولا قوة إلا بالله.
يارا: هذا يعني أنه لا يمكنني الذهاب إلى مكة في الوقت الحالي حتى يكون معي محرم... فلقد حاولت في موسم الحج الماضي أن أتقدم بطلب تصريح للحج ولكنهم رفضوا طلبي... سبحان الله لا يوجد نصيب.
يارا: ولكنني سأحاول في السنة القادمة إن شاء الله.. وإذا لم يحالفني الحظ فسأقوم بوضع إعلان في الجريدة أقول فيه.. بحاجة إلى محرم للحج.. قالتها وهي تضحك..
أنا: هل لي أن أسألك السؤال التالي... هل يعلم أهلك بإسلامك؟
يارا: نعم حاليًا لديهم علم بذلك؛ لأنني أرتدي الحجاب... ولكن أبي لا يعجبه ذلك أبدًا.
أنا: ما هي ديانة أو عقيدة أهلك؟
يارا: أهلي دروز (المذهب الدرزي مذهب ضال يؤمن بتناسخ الأرواح) أما أبي فهو ملحد.
أنا: لا حول ولا قوة إلا بالله... ولكن كيف وجدت طريق الحق.
يارا: أنا في البداية لم أنكر وجود الرب... وكنت مقتنعة بوجود إله واحد وليس ثلاثة... وكنت مؤمنة بوجود ديانات سماوية.. وكنت أعتقد أن الدرزية دين سماوي... لم أدرس مواد دينية خلال دراستي لذلك تجدني لا أعلم عن الدين شيئًا... ولكنني اكتشفت أن الدرزية كانت ديانة من صنع البشر وليست من الله... لذا تركتها للبحث عن غيرها... لقد بحثت عن الدين الحقيقي... لأنه منطقيًّا أي منحرف عن الطريق الحق لابد له من رجوع... وأشارت إليّ صديقتي أن الدين الحق هو الإسلام... وقلت في نفسي: لقد كنت مسلمة كل هذا الوقت وأنا لا أعلم... لأن المولود يولد على الفطرة... لذا قررت أن أعود لفطرتي... ولم أكن أعلم وقتها أنني أعود للإسلام.. فقد كان حوارًا عاديًّا بيني وبين صديقتي...
يارا: بعد ذلك وبعد انتهائي من الثانوية العامة ذهبت إلى كندا لمدة سنتين ونصف... خلال هذه السنتين استفدت منها استفادة عظيمة في التفقه في الدين... حيث كنت أدخل على الإنترنت وخصوصًا موقع إذاعة طريق الإسلام وأقوم بسماع المحاضرات وتحميلها على جهازي.
صدقيني لم أكن أعلم أن هناك محاضرات دينية على أشرطة قبل أن أشاهدها في موقع إذاعة طريق الإسلام... لقد كان إسلامي بالاسم فقط فقد كنت أقوم ببعض البدع من دون أن أعلم... وكانت لغتي العربية ضعيفة... ولم تشفع لي في قراءة الكتب الدينية من فقه وتوحيد وسيرة وغيرها... لذا وجدت في موقع إذاعة طريق الإسلام ضالتي...
أتصدقين أنني كنت لا أعرف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه هو خاتم الرسل وأنه أنزل عليه القرآن... ولم أعرف عن سيرته شيئا؟!.. أما الآن ولله الحمد فأعرف الكثير عن سيرته صلى الله عليه وسلم.
لم أكن أعرف ما هي العقيدة؟ وما هي الأخلاق الإسلامية؟ وغيرها من الموضوعات... فأقوم بالذهاب إلى موقع طريق الإسلام والبحث عن الموضوعات التي تهمني وأستمع للأشرطة المخزنة في الموقع... كنت أستمع إلى شريط أو شريطين يوميًّا... حتى مَنَّ الله عليّ وأصبحت لي قاعة إيمانية لا بأس بها... وصرت أعرف الخبيث من الطيب.. وقويت لغتي العربية تبعا لذلك، وأصبحت أبحث عن الكتب لقراءتها... فلم تعد عملية الجلوس والاستماع إلى الأشرطة تشبع حبي لتعلم الدين.. وللمعلومية فالأشرطة الموجودة في موقع إذاعة طريق الإسلام مجانية... مما وفر عليَّ عناء شرائها؛ لأنها كانت غالبًا غير متوفرة في السوق المحلية..
بعدها قطعت يارا حديثها معي واعتذرت؛ لأنها كانت مضطرة للذهاب... وعلمت منها لاحقا أنها تقوم على عمل مشروع للدعوة إلى الله وهو جمع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في قرص مدمج، تقوم بإعداده باللغة الإنجليزية... نظرا لما تتمتع به من قوة في هذه اللغة... نسأل الله لها التوفيق والثبات.
مختارات