" أصدقاء الإنترنت أناروا لي الطريق "
" أصدقاء الإنترنت أناروا لي الطريق "
" باربارا كانديلاريو " أو " بسمة " هما اسمان لسيدة أمريكية تبلغ من العمر خمسين عامًا، وتعمل على تصميم صفحات الإنترنت وتقديم استشارات تسويقية عبر الشبكة العالمية، تعرفت عليها عن طريق إحدى الأخوات اللاتي يقمن بالعمل معها تحت منظومة من المواقع التي تسمى شبكة آفاق (شبكة آفاق http://www.aafaq.com)... وقمت بمراسلتها لمعرفة قصة إسلامها التي وجدت الطريق إليه عبر الإنترنت... تقول بسمة عن بداية حياتها:
لقد نشأت منذ نعومة أظافري على الديانة الكاثوليكية التي تؤمن بالثالوث، ثم تحولت إلى مذهب جيهوفه وتنس " Jehovh Witness " وهو أحد المذاهب في الديانة المسيحية.. كنت منذ نشأتي أؤمن بوجود الله في حياتي... لقد عشت معظم حياتي في مدينة نيويورك ولقد شدني الفضول في تلك الفترة للتعرف على الدين الإسلامي عن كثب... فتعرفت هناك على مجموعة من المسلمين السود الذين لم يرحبوا بوجودي معهم؛ لأنني وببساطة من الجنس الأبيض؟! وأذكر أنني قلت في نفسي في ذلك الوقت " بالتأكيد أن السود لجئوا للإسلام لكرههم لنا نحن البيض ".
أذكر حينما كنت في سن السابعة والثلاثين أن عائلة ألبانية مسلمة سكنت في نفس الحي الذي أقطن فيه، وحينما عرفت بإسلامهم وقفت مشدوهة؛ لأنني أول مرة أرى مسلمين من البيض، كيف يمكن أن يكون ذلك؟ فأخبروني أن الإسلام لا يعرف جنسًا ولا لونًا بل إن هناك مسلمين من مختلف بقاع الأرض، ولقد أخبروني عن كتابهم السماوي القرآن، وأخبروني أيضًا أن عيسى مذكور في القرآن.
لم يسبق لي أن فتحت معهم موضوعًا للنقاش مثل: لماذا لا ترتدي زوجتك الحجاب كما تفعل معظم المسلمات؟... فأرجعت سبب عدم ارتدائها للحجاب لأمور ثقافية.
اكتشفت فيما بعد أن معظم العرب هم من المسلمين، ولكن لم أقابل طوال حياتي في مدينة نيويورك أحدًا من العرب المسلمين ممن قام بالتحدث عن الإسلام أمامي، فالنساء اللاتي قابلتهن لم يقمن أبدًا بالحديث عن الإسلام ربما كن من العرب غير المسلمات... هذا ما قلته في نفسي؟!
لا أخفيكم القول: إن حماسي لمعرفة المزيد عن الإسلام والاطلاع على النسخة الإنجليزية من القرآن قد خبا مع مرور الوقت... ذلك لأنني كنت أمًّا وأعول ثلاثة أطفال... وقلت في نفسي: متى ما سنحت لي الفرصة سوف أتعرف أكثر على هذا الدين... ولكن العمر يمضي بسرعة، ولم أتمكن في ذلك الحين من البحث.. ومع ذلك فلم أنسَ واجباتي الدينية المسيحية وكنت دائمًا أقرأ الإنجيل.
وبعد ست عشرة سنة من آخر تفكير لي بالإسلام من الله عليَّ بمقابلة أول عربي مسلم يتحدث عن الإسلام يدعى " ناصر " والذي أصبح فيما بعد زوجًا لي، لذا قمت بتكملة مشوار البحث الذي تركته قبل ست عشرة سنة وبحثت في الإنترنت عن الإسلام.
لقد قابلت " ناصر " لأول مرة في حياتي في أحد منتديات النقاش المتخصصة بالتصميم؛ لأنه بحكم عملي كمصممة مواقع إنترنت أقوم على الإشراف على هذه المنتديات.. فقد لاحظت أن هناك الكثير من المتحاورين المهتمين بموضوع التقنية والتسويق من المملكة العربية السعودية، الذين كان يتكرر وجودهم في الكثير من المناقشات.
وقد أعجبت كثيرًا بما يملكونه من ثقافة وفهم واسعين في مجال التقنية بالذات، ومع تكرار التخاطب معهم، أخذ النقاش يتحول إلى الحديث عن الإسلام، وبدأت أهتم بالاستماع إلى ما يقال عنه، والسؤال، ولم يبخلوا عليّ بتوضيح أي مسألة أسأل عنها وأرغب في معرفتها، مما جعلني أكوِّن صورة إيجابية عن الدين الإسلامي بعد أن اقتنعت بالحجج التي قدمها لي هؤلاء المتحاورون الذين توطدت علاقتي معهم، وتطورت العلاقة بيننا حتى أنشأنا شبكة آفاق...
عندما اعتنقت الإسلام، وغيرت اسمي من باربارا إلى بسمة، دهشت بمدى حرارة الترحيب والاحتفاء الذي احتفيت به من قبل الكثير ممن أعرفهم ولا أعرفهم من إخوتي المسلمين والمسلمات على الشبكة، وحتى هذه اللحظة، هناك الكثيرون ممن يقدمون لي المساعدات والتوجيه في المسائل التي ما زلت أتعلمها، والتي كان جزء منها هو توجيهي إلى المواقع الإسلامية الموثقة، وذلك لأني كنت أرى الكثير من المواقع المضللة عن الإسلام عبر الإنترنت، ولا أدري من الذي أصدقه؟!.
أما الآن فلقد قمت بفضل من الله بإنشاء موقع متخصص للمرأة المسلمة أطلقت عليه اسم " أخوات في الإسلام " لأبين في هذا الموقع الصورة النقية للمرأة المسلمة، وأقدم خدمات للراغبات في التعرف على الإسلام عن كثب.
مختارات