" أسباب العقوق "
" أسباب العقوق " (انظر: عقوق الوالدين ـ محمد الحمد)
لعقوق الوالدين أسباب كثيرة منها:
1- الجهل: فالجهل داء قاتل، والجاهل عدو لنفسه، فإذا جهل المرء عواقب العقوق العاجلة والآجلة، وجهل ثمرات البر العاجلة والآجلة ـ قاده ذلك إلى العقوق وصرفه عن البر.
2- سوء التربية: فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة، وتطلاب المعالي فإن ذلك سيقود إلى التمرد والعقوق.
3- عقوق الوالدين لوالديهما: فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق، فإذا كان الوالدان عاقين لوالديهما عوقبا بعقوق أولادهما ـ في الغالب ـ وذلك من جهتين: الأولى: أن الأولاد يقتدون بآبائهم في العقوق، الثانية: أن الجزاء من جنس العمل " وكما تدين تدان ".
4- التفرقة بين الأولاد: فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء، فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما.
5- قلة الإعانة على البر: فبعض الوالدين لا يعين أولاده على البر ولا يشجعهم على الإحسان إذا أحسنوا فحق الوالدين عظيم وهو واجب بكل حال.
لكن الأولاد إذا لم يجدوا التشجيع والدعاء والإعانة من الوالدين لربما ملوا وتركوا بر الوالدين أو قصروا في ذلك.
6- قلة الإحساس بمصاب الوالدين: فبعض الرجال لم يجرب الأبوة وبعض النساء لم تجرب الأمومة، فتجد من هذه حاله لا يأبه بوالديه، ولا يلقي لهما بالا، سواء إذا تأخر بالليل، أو إذا ابتعد عنهما، أو أساء إليهما.
هذه بعض الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين فليتنبه لها وليبتعد عنها.
وبعد أخي المسلم: يا من عققت والديك وأبكيتهما، وأحزنتهما، وأسهرت ليلهما، وحملتهما أعباء الهموم وجرعتهما غصص الفراق ووحشة البعاد، هلا أحسنت إليهما وأجملت في معاملتهما؟
أبعد أن كبر والداك واحتاجا إليك، جعلتهما أهون الأشياء عليك، فقدمت غيرهما بالإحسان، وقابلت جميلهما بالنسيان، شق عليك أمرهما، وطال عليك عمرهما، أما علمت أن من بر بوالديه بر به بنوه، ومن عقهما عقوه، ولسوف تكون محتاجا إلى بر أبنائك والبر سلف ودين، وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل.
أخي الحبيب: لو أكرمك إنسان يوماً من الدهر أو يومين لأكثرت من الثناء عليه وشكره وتعداد محاسنه، فما بال والديك لا يريان منك إلا الجحود والصدود وهما من هما في حياتك... عشرون سنة أو أقل أو أكثر وهما يكرمانك ويقدمان لك الغذاء والكساء والرحمة والحنان، ويمتد حنوهما لك وصحبتك حتى تموت بل ويمتد هذا الحب ليصل لأبنائك وأبناء أبنائك، ولو لم يحرم الله العقوق لكان من نبل الأخلاق عدم عقوقهما (انظر: (ففيهما فجاهد) عبد الملك القاسم).
مختارات