...كن فطنا…
منهج أهل السنة الجمع بين الخوف والرجاء هذا من جهة الأصل
لكن الناس يتفاوتون في تطبيق هذا الأصل بحسب أحوالهم وما يعرض لهم
وبعض الخلق حتى من أهل العلم عنده ميل أكثر للرجاء والبشارة والحديث عنها وجمع نصوصها وتبليغها
وآخرون للخوف والتحذير والنذارة ونصوصها.
وكلاهما لا يقول إلا حقا في ذاته.
لكن الكلام عن الاعتدال والجمع بين الأمرين.
وأصل أهل السنة في غالب الأحوال التوسط والجمع بينهما ( إلا في أحوال مخصوصة قيل بتغليب أحدهما على الآخر)
لذلك ينبغي للمؤمن أن يجمع في استماعه ومتابعته للجانبين.
وألا تستروح نفسه أحدهما على الآخر.
ويقول: يعجبني هذا الواعظ وهذا الشيخ؛ حديثه كله بشارة وتيسير ووعد بالخير.
أو يقول آخر:
أنتفع بهذا الشيخ لأنه يقرع قلبي ويوقظني.
بل يجمع بينهما يستمع لأهل العلم من هذا وهذا.
لأن أهل العلم جميعا من أهل السنة يلتزمون أصل الجمع بين الخوف والرجاء
لكن بعضهم فيه رغبة وإقبال وأحيانا دون أن يشعر إلى جانب أكثر من غيره.
ولا أبرئ نفسي من ذلك
ففيما أكتب -في هذه القناة وغيرها- كثافة في البشارة؛
لا بد أن يخلطها الإنسان بصوت واعظ يخوفه وينذره.
مختارات