" المطلب الخامس : التقـــــوى "
" المطلب الخامس: التقـــــوى "
لا بد لطالب السمو أن يكون تقيًا نقيًا: «وما التقوى في حقيقة الأمر بعبارة عن زي مخصوص وهيئة معينة وطراز للمعيشة بعينه؛ وإنما هي عبارة عن حال النفس التي تتكون وتتولد من خشية الله والشعور بالتبعية وتظهر وتتجلى في كل ناحية من نواحي الحياة ومظهر من مظاهرها؛ فالتقوى الحقيقية هي أن يكون قلب المرء مستنيرًا بخشية الله والشعور بعبوديته، وأن يكون وعيه للقيام بين يدي ربه والمسؤولية أمامه يوم القيامة شديدًا قويًا، وأن يدرك إدراكًا تامًا وقويًا أن ليست هذه الحياة الدنيا إلا مضمارًا لامتحانه حيث بعثه الله تعالى ومتعه إلى حين من الزمن، ولا تنحصر القضية في مستقبله الدائم إلا في شيء واحد وهو كيف يستخدم قواه وكفاءاته المختلفة في هذا المضمار للامتحان، وكيف يكون تصرفه في ما أوتي من المال والمتاع حسب المشيئة الربانية، وماذا يكون من معاملته للذين تتصل بهم حياته من مختلف الجهات» (الأسس الأخلاقية).
والتقوى بهذا التصور الكامل تعتبر من أقوى المفعلات للنفس المتوثبة وهي من بعد ميزان حساس دقيق في التعامل مع الله ومع البشر.
مختارات