القرآن والروايات الادبية
كثيره هي الروايات والقصص والأعمال الأدبية التي تنشر ونقرأ فيها أمورا لا تليق…حكايات غرامية،وقصص عشاق…ويراعى كتبتها أن تكون بأسلوب يسيل له لُعاب الشباب ويستثير الغرائز الكامنة فيهم إلى أقصى حد وأبعد مدى والحق أن هذا كله خدش للحياء العام لا يليق وليتنا نتأسى بالقرآن في طريقته وأسلوبه فالقرآن ناقش أمورا كثيرة ومع ذلك لا تجد فيه هبوطا ولا إسفافا واقرأ إن شئت سورة يوسف لتجد الآيات تمس أدق الأمور التي قد تقع بين رجل وامرأة ومع ذلك الألفاظ تبقى عالية لا تخدش حياء ولا تحرك ساكنا ومن العجيب أن الشباب يقبل على قراءة هذه الأمور بنهم كبير ويتحدثون في هذه الأمور بشكل مُسف وهذا على خلاف هدي القرآن فسورة يوسف تعلمنا ألا نسرف في الحديث عن السوء والخطأ ولاحظ كيف اكتفى يوسف عليه السلام -لما اتهمته امرأة العزيز بأنه راودها-بقوله:{هي راودتني عن نفسي}[يوسف:26] ولم يكثر من الحديث في هذا الأمر وأيضا لما جاءه رسول الملك يخبره برغبة الملك في لقائه طالب بإثبات براءته من تهمة المراودة قائلا لرسول الملك:{ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة الاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم}[يوسف:50] فأشار إلى الأمر إشارة لا تفضح ولا تخدش…فليتنا نتأدب بأدب القرآن فنطهر ألسنتنا وننظف أفواهنا من الخوض في أحاديث السوء.
مختارات