" السبق إلى الله بالهمم "
" السبق إلى الله بالهمم "
«همتك احفظها؛ فإن الهمة مقدمة الأشياء؛ فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال».
وبهذه الهمة العالية يقطع الكيس من المسافة أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغ من ذلك، والتقدم والسبق إلى الله إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل (انظر الفوائد) بل إن صاحب الهمة العالية الباحث عن رضا ربه تنوب نيته عن كلال بدنه في تحقيق مراده؛ يقول الإمام ابن الجوزي: «ولله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها؛ فهم يبالغون في كل علم ويجتهدون في كل عمل يثابرون على كل فضيلة فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة وهم لها سابقون»(صيد الخاطر) فيا طلاب السمو، الهمة الهمة في هذا الطريق الطويل الصعب؛ حتى يكون من بعد ذلك الراحة الكاملة؛ يقول ابن الجوزي: «لقد تأملتُ نيل الدر من البحر فرأيته بعد معاناة الشدائد» (صيد الخاطر).
مختارات