" من خصال العلماء في السنة "
" من خصال العلماء في السنة "
الخصلة الحادية عشرة: أنهم أولياء الله تعالى، قال تعالى: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " [يونس: 62] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» أخرجه البخاري.
قال الشافعي: إذا لم يكن العلماء أولياء الله فلا أعرف لله وليًا.
وقال النووي: قال القشيري: يحتمل الولي أمرين:
الأول: أن يكون فعيلاً مبالغا في الفاعل، كالعلم بمعنى العالم والقدير بمعنى القادر، فيكون معناه، توالت طاعته من غير تخلل معصية.
الثاني: أن يكون فعيلاً بمعنى مفعول، كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح، وهو الذي يتولى الله سبحانه وتعالى حفظه وحراسته على الإدامة والتوالي (بستان العارفين).
الخصلة الثانية عشر: أن الطريق الذي سلكوه مؤدٍ إلى الجنة.
الخصلة الثالثة عشر: أن الملائكة تضع أجنحتها لهم رضا بما يصنعون.
الخصلة الرابعة عشر: أن من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء تستغفر لأهل العلم.
الخصلة الخامسة عشر: أن فضل العلماء على العُبّاد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.
الخصلة السادسة عشر: أنهم ورثة الأنبياء.
الخصلة السابعة عشر: أنهم أخذوا بحظ وافر من ميراث الأنبياء.
ومجمع هذه الخصال – الثانية عشر إلى السابعة عشر ما رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سلك طريقا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر، على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (رواه أحمد والأربعة عن أبي الدرداء رضى الله عنه).
الخصلة الثامنة عشر: أن في ذهابهم مفسدة للأمة وضياعًا لها، قال صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جُهّالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» (رواه أحمد والبيهقي والترمذي وابن ماجه عن ابن عمرو).
الخصلة التاسعة عشر: أن بضاعتهم باقية بعد موتهم وأغلب بضاعة من سواهم زائلة، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»(رواه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضى الله عنه).
الخصلة العشرون: أن أجرهم يتضاعف بتضاعف المنتفعين بعلمهم، قال صلى الله عليه وسلم «من دل على خير فله مثقل أجر فاعله» (رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود رضى الله عنه).
الخصلة الحادية والعشرون: أن مجالسهم محفوفة بالملائكة.
الخصلة الثانية والعشرون: أن الرحمة تغشى مجالسهم.
الخصلة الثالثة والعشرون: أن السكينة تنزل عليهم في مجالسهم.
الخصلة الرابعة والعشرون: أن الله تعالى يذكرهم فيمن عنده.
وهذه الخصال الأربع يجمعها قول النبي صلى الله عليه وسلم «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه مسلم وأبو داود وأحمد والترمذي عن أبي هريرة رضى الله عنه).
الخصلة الخامسة والعشرون: أن جليسهم لا يشقى بهم:
[هم القوم لا يشقى بهم جليسهم...] (رواه الترمذي).
الخصلة السادسة والعشرون: أنهم أولى الناس بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالنضارة.
الخصلة السابعة والعشرون: أنهم المبلغون لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودليل هاتين الخصلتين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فأدّاه كما سمعه» (رواه أحمد وغيره).
الخصلة الثامنة والعشرون: أن في تقريب السلطان واستشارته لهم والصدور عن رأيهم صلاح له ولدولته قال صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضّه عليه، والمعصوم من عصمه الله» (رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه).
الخصلة التاسعة والعشرون: أنهم أشد بلاء من غيرهم سوى الأنبياء قال صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاءً الأنبياء» (رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي عن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه).
الخصلة الثلاثون: أن محبة العلماء وذكرهم بالجميل من سلامة المعتقد.
قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى: وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر، لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل (العقيدة الطحاوية ص445).
الخصلة الحادية والثلاثون: أن لهم حقًا خاصًا يجب مراعاته لهم، قال صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه» (رواه أحمد والحاكم عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه).
الخصلة الثانية والثلاثون: أنهم للناس كالأرض التي أنبتت الكلأ والعشب وأمسكت الماء فانتفع الناس فمنهم من أكل ومنهم من احتطب ومنهم من سقى، فالعلماء مصدر خير ونفع، قال صلى الله عليه وسلم: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكانت منها بقعة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا.. (رواه البخاري ومسلم).
الخصلة الثالثة والثلاثون: أنهم عدول الأمة.
الخصلة الرابعة والثلاثون: أنهم المدافعون عن الدين ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. ويجمع هاتين الخصلتين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين» (رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله).
مختارات