" نزول البلايا بين المؤمن وغيره "
" نزول البلايا بين المؤمن وغيره "
نزول البلايا والمصائب لا يُختص به أحد دون أحد، فقد تنزل بالبر والفاجر، والمسلم والكافر.
ولكن فرق بين نزولها على البر المؤمن، وبين نزولها على الفاجر أو الكافر، فالمؤمن البارُّ يستقبلها برضا وسرور، فترتفع بها درجاته في الدنيا والآخرة.
وكلما زيد في بلاء المؤمن فصبر واحتسب ورضي –أعانه الله- ولطف به وأنزل عليه من السكينة والرضا، واليقين، والقوة ما لا يخطر ببال.
أما الفاجر والكافر، فيستقبلها بهلع، وجزع، فتزداد مصائبه، وتكون من عاجل العقوبة له. قال عمر بن العزيز –رضي الله عنه-: " أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر، إن تكن السراء فعندي الشكر، وإن تكن الضراء فعندي الصبر " (خواطر، د. محمد بن إبراهيم الحمد).
أخي القارئ: ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، جف القلم بما أنت لاق ولا حيلة لك في القضاء فالبلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء، ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر.
وأعلم إنك لست الوحيد في البلاء، فما سلم من الهمِّ أحد وما نجا من الشدة بشر وتقين أن الدنيا دار مِحن وبلاء ومُنغصات وكدر فاقبلها على حالها واستعن بالله.
ولا تجزع من المصائب، ولا تكترث بالكوارث، ففي الحديث: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» (مقالات الشيخ عائض القرني من كتابه لا تحزن).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة»(مجالس الصالحين، د. عائض القرني).
مختارات