" الابتلاء سنة من سنن الله في حياة الناس "
" الابتلاء سنة من سنن الله في حياة الناس "
رغم أن البلاء والابتلاء سنة ربانية في حياة البشر قال تعالى: " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " (سورة الملك: 2)، إلا أنه ليس للمسلم أن يسأل الله الابتلاء أو يتمناه فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نفعل ذلك فقال: «لا تتمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون به، ولكن قولوا اللهم أكفناهم، وأكفف بأسهم» (رواه البخاري ومسلم).
لذا جعل الله عز وجل الابتلاء والمحن سنة في حياة الناس، قال تعالى: " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " (سورة العنكبوت: 2-3) وفي التعقيب على هذه الآية يقول الأستاذ سيد قطب –رحمه الله تعالى- " هذه الفتنة على الإيمان أصل ثابت، وسنة جارية في ميزان الله سبحانه " ويقول أيضا: " أنها سنة العقائد والدعوات، لابد من بلاء ولابد من أذى في الأموال والأنفس، ولابد من صبر ومقاومة واعتزام، إنه الطريق إلى الجنة، وقد حُفت الجنة بالمكاره، بينما حُفت النار بالشهوات " (في ظلال القرآن).
وفي تفسير هذه الآية: أظن العباد أنهم إذا قالوا: آمنا تركوا على هذه الدعوة لم يختبروا ويبتلوا؟ بلى سوف يختبرون بالبلاء ليظهر الصادق من الكاذب، ولقد امتحن الله الأقوام السابقين بإرسال الرسل إليهم، فظهر علم الله في صدق الصادق في إيمانه، وكذب الكاذب في دعواه (التفسير الميسر، الشيخ عائض القرني).
مختارات