الناس بين الحقوق والواجبات..
إذا تأملتَ حياة البعض تجد أنه يطالب بالحقوق التي له، ولكنه في نفس الوقت ينسى الواجبات التي عليه، وهنا أمثلة:
الأول: ذلك الزوج يطالب زوجته بالاحترام والتعاون معه، والصبر على ظروفه المالية أو الصحية والنفسية، ولكنه في نفس الوقت يهمل حقوق زوجته، فهو مقصر جداً في مراعاة زوجته، ومن النادر أن يجلس معها، فأغلب وقته مع الزملاء والأقارب، فانظر كيف يطالب بأشياء وينسى أن عليه أشياء.
المثال الثاني: تلك الزوجة تريد من زوجها المال لشراء ماتحب، وتطالبه بالسفر هنا وهناك، وفي الوقت نفسه تنسى أنها قد أهملت حقوق زوجها، فهي لاتبالي بخدمته في نفسه ولافي طعامه، وربما دخل غرفة نومه فرآها في فوضى دائمة، وقد تكون مشغولة دائماً بمواقع التواصل فلايراها زوجها إلا والجوال بين يديها ليلاً ونهاراً، فياترى هل هذه المرأة منصفة حينما تطلب بماتريد وتهمل مايريد الزوج.
المثال الثالث: ذلك الموظف الذي يطالب المدير بالترقيات والدورات والإجازات ويرى أن ذلك من أبسط حقوقه، وفي نفس الوقت تراه متأخراً عن دوامه، منشغلاً عن أداء عمله بمتابعة الجوال والحديث مع الزملاء، فياترى لماذا يطالب بحقوقه وينسى أن عليه واجبات ؟
المثال الرابع: في ذلك البيت ترى الأب يطالب أولاده بالبر والإحسان، ويتمنى منهم الخدمة والتعاون، وهذا واجب عليهم بلاشك كما قال تعالى ( وبالوالدين إحسانا ) ولكنه في الوقت ذاته قاسي التعامل معهم، سيء الكلمات، لايجلس معه، لايمنحهم العاطفة الجميلة، فهل يظن ذلك الأب أن أولاده يريدون منه أشياء كما يريد منهم ؟
المثال الخامس: ذلك الابن يطالب والده بالمال لشراء جوال، أو للسفر والنزهة مع أصحابه، والغالب أن الآباء ينفقون وربما يستدينون لأجل أولادهم، ولكن لماذا ينسى ذلك الابن أنه مقصر في تعامله مع والديه، فهو دائماً مع الزملاء وفي الاستراحات أو على الجوال، ولعله لم ير والده من أيام.
باختصار، كلنا نطالب الآخرين بحقوقنا، ولكن يجب أن لاننسى أن الآخرين أيضاً يريدون منا أشياء هي من حقهم علينا.
مختارات