عصر عرفه
عصر عرفه
في كل المساءات التي خيمت فيها على بابك يا مولاي.. كان بيني وبين صرير فتح الأبواب معجزة !
كانت خطيئتي تغلق كل شيء.. كأن الغسق الجائع في عينيها ؛ يلتهم كل انبثاقة نور، أو لحظة فرج..
كانت تمزق لي كل نسيج خاطته دمعاتي المتعثرة ؛ ثم ترميني في العراء !
أواه..
من يحتمل الوقوف في الصقيع عاريا؟!
من يحتمل..
أن تأتي الفصول بالسلال الفارغة؟!
من يحتمل..
أن يكون قطعة خشب ملقاة على شاطئ المجهول؟!
لقد ظننت من اتساع خطيئتي ؛ أنها أحاطت بي..
فلما أشرقت شمس عرفة ؛ رأيتك تمنحني مفاتيح الفرج !
رأيتك..
تجمعني بسفينتي ؛ فأبحر من جديد !
رأيتك..
تدثرني بعظمة سترك !
رأيتك..
تسمعنا، وتكشف عنا كربنا !
رأيتك في عرفة ربا ودودا.. وسمعت صوت صرير الأبواب يتزحزح !
و مع مغيب شمس عرفة.. ودعت سجلا مرهقا من عثراتي ومن كرباتي !
يا للسلف.. إذ تفطنوا إلى علو زمن عرفة، و جلال قيمته.. فها هو الإمام الأوزاعي يقول:
" أدركت أقواما كانوا يخبؤون الحاجات ليوم عرفة ؛ ليسألوا الله بها " !
و قد قال أحدهم:
من خمسين سنة وأنا أدعو في يوم عرفة ؛ وما يدور علي الحول إﻻ وأرى إجابة دعائي كفلق الصبح " !
يارب..
نمضي إليك بآمالنا !
يا رب..
لم يبقى في كنانتنا إلا سهم عرفة !
يا رب..
لا تدع شمس عرفة تغيب ؛ إلا وقد أصاب فيها السهم كل أمنياتنا !
يا أيها الحجيج..
يا أيها الواصلون..
ويا كل القلوب الطيبة:
اذكرونا اليوم في دعائكم..
واذكروا أمة الحبيب محمد ﷺ..
عسى الله أن يجعل الفرج قريبا !
مختارات