عصر عرفه
عصر عرفه
في كل المساءات التي خيمت فيها على بابك يا مولاي.
كان بيني وبين صرير فتح الأبواب معجزة !
كانت خطيئتي تغلق كل شيء.
كأن الغسق الجائع في عينيها ؛ يلتهم كل انبثاقة نور، أو لحظة فرج.
كانت تمزق لي كل نسيج خاطته دمعاتي المتعثرة ؛ ثم ترميني في العراء !
أواه.
من يحتمل الوقوف في الصقيع عاريا؟!
من يحتمل.
أن تأتي الفصول بالسلال الفارغة؟!
من يحتمل.
أن يكون قطعة خشب ملقاة على شاطئ المجهول؟!
لقد ظننت من اتساع خطيئتي ؛ أنها أحاطت بي.
فلما أشرقت شمس عرفة ؛ رأيتك تمنحني مفاتيح الفرج !
رأيتك.
تجمعني بسفينتي ؛ فأبحر من جديد !
رأيتك.
تدثرني بعظمة سترك !
رأيتك.
تسمعنا، وتكشف عنا كربنا !
رأيتك في عرفة ربا ودودا.
وسمعت صوت صرير الأبواب يتزحزح !
و مع مغيب شمس عرفة.
ودعت سجلا مرهقا من عثراتي ومن كرباتي !
يا للسلف.
إذ تفطنوا إلى علو زمن عرفة، و جلال قيمته.
فها هو الإمام الأوزاعي يقول:
" أدركت أقواما كانوا يخبؤون الحاجات ليوم عرفة ؛ ليسألوا الله بها " !
و قد قال أحدهم:
من خمسين سنة وأنا أدعو في يوم عرفة ؛ وما يدور علي الحول إﻻ وأرى إجابة دعائي كفلق الصبح " !
يارب.
نمضي إليك بآمالنا !
يا رب.
لم يبقى في كنانتنا إلا سهم عرفة !
يا رب.
لا تدع شمس عرفة تغيب ؛ إلا وقد أصاب فيها السهم كل أمنياتنا !
يا أيها الحجيج.
يا أيها الواصلون.
ويا كل القلوب الطيبة:
اذكرونا اليوم في دعائكم.
واذكروا أمة الحبيب محمد ﷺ.
عسى الله أن يجعل الفرج قريبا !
مختارات