وسنجزى الشاكرين
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما بعد..
في هذا المشروع " رمضان مودع " نتزود بزاد الإيمان والتقوى لنحصل أعظم ثمرات رمضان، ونسأل الله تعالى أن يسلمنا في رمضان، وأن يجعل لنا فيه أعظم الأجر والمثوبة، ويكتبنا من عتقائه من النار، ومن أهل الفردوس الأعلى في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم.
أحبتي...
في ظل الفتن والمحن التي يبتلى بها المسلمون في شتى بقاع الأرض، نذكر هنا أعظم مصيبة حلت بالدنيا، إنه موت النبي صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب ". [الصحيحة (1106)]
فانظروا لحديث القرآن عن هذه المصيبة الكبرى:
قال تعالى: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ "
موت النبي مصيبة، فالمتوقع أن تكون خاتمة الآية " وسيجزي الله الصابرين " لا.. " وسيجزي الله الشاكرين "
والموت مصيبة فالمتوقع أن تأتي خاتمة الآية التالية بذكر الصبر أيضا، لا " وسنجزي الشاكرين ".
نعم لأن الثبات وقت الفتن نعمة لا يبلغها إلا المؤمنون الأقوياء، ولذلك لما تجد الناس حولك يفتنون وأنت ثابت فاشكر الله، والله سيجزيك أعظم المثوبة. هل فهمت؟؟
المطلوب الثبات حتى الممات، على الإسلام، على العقيدة، على الشريعة، على منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تسمع ممن سخط، ولا تلتفت لمن سقط، وإنما كما عاش النبي صلى الله عليه وسلم فعش.
اثبتوا في القيام. وتذكروا " يوم يقوم الناس لرب العالمين "
اثبتوا على القرآن.. واجعلوه دليلا وهاديا وشفاء لما في الصدور
استشعروا خطر الواقع فاستدفعوا النقم بالبكاء والتضرع " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ "
عليكم بالدعاء مع احتراق القلب، تباكوا حتى تلين القلوب بالبكاء، ابتعدوا عن مفسدات القلوب، اهجروا قيل وقال، طهروا قلوبكم ولا تكونوا سماعين للكذب، إياكم وبث الشائعات، تثبتوا واثبتوا وسيجزيكم الله بأعظم الجزاء لأنكم ساعتها شكرتم النعمة التي أتت وسط البلاء.
أليست اليقظة من بعد الغفلة نعمة؟!!
أليست التوبة من بعد الذنوب نعمة؟!!
أليست الإنابة لله والشعور بالتقصير في حقه الآن نعمة؟
فهمتم لماذا في طي المحنة منحة " وسنجزي الشاكرين "
إن لم تكن ثابتا فأكثر من " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "
وإن كنت بفضل الله ثابت فقل: اللهم لك الحمد أن ثبتنا
مختارات