ازمة صدق
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم...
نعم ليست العبرة بمن سبق، وإنما العبرة بمن صدق، بل الصادق هو السابق على الحقيقة، لأن به يبلغ المؤمن أعلى منازل الجنة " مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين "
به يكون المرء منا في رفقة " الأتقى عتيق الله من النار أبو بكر رضي الله عنه.
والصدق هو الدواء للأزمة في ظل " محنة النفاق " التي انتشر كالنار في الهشيم، ولكم أن تتدبروا مفتتح سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة التوبة الفاضحة لتقفوا على صفات المنافقين الكثيرة، وستجد على رأس قائمتها " الكذب "
" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ "
كذابون يدعون الإيمان وهم منه براء، لذلك ذكر عقابهم الشديد
" وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "
والمشكلة الكبرى أن تكون كذابا، ولا تشعر، أو تصدق كذبك، وتدعي أنك صالح أو مؤمن أو تقي أو من النخبة أو....الخ
ثم أعمالك تكذب أقوالك، ثم أحوالك تفضح كذبك.
أحبتي..
قال تعالى: " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
وقال صلى الله عليه وسلم: " اصدق الله يصدقك "..
والصدق أن تعرف كيف تبلغ هدفك وتمضي في طريق هذا الهدف.
يعني لو صادق في طلب العتق من النار، فعليك بأسباب العتق، اعمل بكل قوة في موجبات العتق حتى تبلغ هدفك.
لو تطلب الفردوس الأعلى ورفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتسمع أن الطريق " اعني على نفسك بكثرة السجود " ثم لا تكثر من نوافل الصلاة فأنت غير صادق في طلب هذا الهدف
فإذا كنت صادقا في طلب ثمرات رمضان فعليك أن تجود من صيامك وقيامك ومن قراءتك للقرآن وسائر الأعمال الصالحة، فكل يوم تتقدم خطوة.
قال الفضيل: لم يتزين الناس بشيء هو أفضل من الصدق، والله سائل الصادقين عن صدقهم، منهم المسيح عيسى بن مريم فكيف بالكذابين المساكين؟!!!
قراراتك:
1- لا للكذب وإن ظننت أنه ينجيك فهو في الواقع يهلكك.
2- لا للادعاءات " والله ربنا ماكنا مشركين انظر كيف كذبوا على انفسهم "
3- تحرى الصدق في الأقوال والأعمال والأحوال، وبمنتهى الوضوح الصدق في كلمة واحدة " لا تمثل دورا " تعامل مع نفسك بشفافية تامة لتعرف سلبياتها وإيجابياتها.
4- لا تسمع للكذب ولا تروج لمعلومة دون تثبت لاسيما في وقتنا العاصف هذا، لا تكن فتانا ولا مفتنا " سماعون للكذب "
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل.
وإن حصلت الصدق حصلت الكرامة " أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " فكل تقي صادق، وأكرم الناس أتقاهم.
هاني حلمي
مختارات