صفة عنقه ورقبته (صلى الله عليه وسلم)
رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق. والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها).
فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كأن عنق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبريق فضة). أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/210).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر). أخرجه البيهقي (1/304).
ومن حديث هند بن أبي هالة وفيه: (كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة). البيهقي (1/287).
صفة منكِبيه:
عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما - قال: (كان النبي (صلى الله عليه وسلم) مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنه رأيته في حلة حمراء لم أرى شيء قط أحسن منه). البخاري، الفتح، كتاب المناقب، باب
صفة النبي (6/652) رقم (3551).
والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال.
صفة ختم النبوة:
وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال. وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده، و هكذا بحسب الأوقات.
ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي(صلى الله عليه وسلم) الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهذا الختم.
وعن عبد الله بن سرجس قال: (رأيتُ النبي (صلى الله عليه وسلم) وأكلتُ معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم، ولك، ثم تلى هذه الآية:وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} محمد: 19. قال: (ثم درت خلفه فنظرت إلى ختم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل). صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده (4/1823) رقم (2346).
وقال أبو زيد -رضي الله عنه-: (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلتُ يدي في قميصه فمسحتُ ظهره فوقع ختم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن ختم النبوة فقال: (شعرات بين كتفيه). أخرجه أحمد-(5/77).
وكان له ختم النبوة بين كتفيه، وهو شئ بارز في جسده - صلى الله عليه وسلم - كالشامة، فعن جابر بن سمرة قال: (ورأيت الختم عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده). صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب شيبه –(4/1822) برقم (2344).
وعن السائب بن يزيد قال: (ذهبت بي خالتي إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) فقالت: يا رسول الله! إن ابن أختي وجع، فمسح - صلى الله عليه وسلم - رأسي، ودعا لي بالبركة، وتوضأ، فشربت من وضوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى الختم بين كتفيه، فإذا هو مثل زر الحجلة). البخاري،الفتح– كتاب الوضؤ- باب استعمال فضل وضؤ الناس – (1/354) برقم (190).
صفة إبطيه:
كان -عليه الصلاة والسلام- أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نُبُوَّتِهِ إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة مُتَغَيِّر اللون.قال عبد الله بن مالك -رضي الله عنه-: (كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا سجد فرَّج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه). البخاري، الفتح-كتاب المناقب-باب صفة النبي- (6/655) برقم (3564).
وقال جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سجد جافى حتى يُرى بياض إبطيه). أخرجه أحمد-(3/373).
صفة ذراعيه:
كان -عليه الصلاة والسلام- أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).
وكان(صلى الله عليه وسلم)ضخم اليدين، ذو شَعرٍ جميل، ففي الخبر عن أَنَسٍ -رضي الله عنه- قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لم أرَ بعده مثله، وكان شَعْرُ النبي (صلى الله عليه وسلم) رَجِلاً لا جَعْدَ - أي لا التواء فيه ولا تقبض- وَلا سَبِطَ - أي ولا مسترسل-). البخاري، الفتح-كتاب اللباس- باب الجعد (10/369) برقم (5906).
صفة كفيه:
كان(صلى الله عليه وسلم)رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة. قال أنَس -رضي الله عنه-: (ما مَسَستُ حريراً ولا ديباجاً أليَنَ من كَفِّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ). البخاري، الفتح-كتاب المناقب-باب صقة النبي- (6/654) برقم (3561). وأمَّا ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عَمِل في الجهاد أو مهنة أهله، فإنّ كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النومة.
وعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: (صليتُ مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معهُ، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدتُ ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار). صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب طيب رائحة النبي ولين مسه والتبرك بمسحه- (4/1815) برقم (2329).
وقال أبو جحيفة: (أخذت بيده، فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك).البخاري، الفتح (1/502)(3360)-كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم-.
وقال جابر بن سمرة- كان صبيا-: مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار).صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم(4/1814)(2329)
صفة أصابعه:
قال هند بن أبي هالة -رضي الله عنه-: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سائل الأطراف، قوله (سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة). ابن سعد في الطبقات (1/422).
صفة صَدره:
عريض الصدر، مُمتَلِىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنَّحيل، سواء البطن والظهر. وكان(صلى الله عليه وسلم) أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المَسرَبَة وهو الشعر الدقيق البيهقي (1/244).
وكان (صلى الله عليه وسلم): (سواء البطن والصدر، عريض الصدر).ابن سعد في الطبقات (1/422)
صفة بطنه:
قالت أم معبد -رضي الله عنها-: (لم تعبه ثُجله "، الثجلة: كبر البطن.البداية والنهاية (3/190)
صفة سرته:
عن هند بن أبي هالة-رضي الله عنه-: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) دقيق المسربة موصول ما بين لبته إلى السرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك): البيهقي (1/304). واللَّبَةُ المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.
صفة مفاصله وركبتيه:
كان(صلى الله عليه وسلم)ضخم الأعضاء كالركبتين والمِرفَقين و المنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائِل قوَّته (عليه الصلاة والسلام)
صفة ساقيه:
عن أبي جحيفة - رضي الله عنه- قال: (... وخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ٍ كأني أنظر إلى وبيص ساقيه). البخاري، الفتح-كتاب المناقب-باب صفة النبي- (6/655) برقم (3566).
صفة قدميه:
قال هند بن أبي هالة-رضي الله عنه-: (كان النبي(صلى الله عليه وسلم)خمصان الأخمصين مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء...). مجمع الزوائد للهيثمي (8/273). قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال: ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليها وششن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة.
وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم، وكان شعره ليس بجعد ولا سبط، أسمر اللون...). الترمذي-كتاب اللباس –باب ما جاء في الجمة واتخاذ الشعر (4/233) برقم (1754).
وعن البراء بن عازب يقول: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة (وهي ما سقط من شعر الرأس ووصل إلى المنكبين) إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء(ثوبان: إزار ورداء) ما رأيت شيئاً قط أحسن منه). صحيح مسلم في الفضائل-باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم(4/1818) برقم (2337).
وعن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- قال: (لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم) بالطويل ولا بالقصير،شثن الكفين والقدمين،ضخم الرأس، ضخم الكراديس (أي غليظ الأصابع والراحة) طويل المسربة، أي الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسرة) إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب، لم أرى قبله ولا بعده مثله - صلى الله عليه وسلم -). أخرجه الترمذي في المناقب برقم (3641). وقال الألباني في مختصر الشمائل: صحيح ص15.
صفة عَقِبيه:
عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)ضليع الفم، أشكل العين، منهوس العقبين، قال قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قال قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين. قال قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب.صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب صفة فم النبي وعينيه وعقبيه –(4/1820) برقم (2339).
صفة قامته وطوله:
عن أنس -رضي الله عنه قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رَبعَة منالقَوم) (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب.البخاري، الفتح-كتاب المناقب-باب صفة النبي- (6/252) برقم (3547).
وقد ورد عند البَيهَقي وابن عساكر أنه(صلى الله عليه وسلم)لم يكن يُماشي أحداً من الناس إلا طاله، و لرُبَّما اكتنفه الرجُلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نُسِبَ إلى الرَّبعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان- صلى الله عليه وسلم-حسن الجسم، معتدل الخَلق ومتناسب الأعضاء.
صفة عَرَقِه:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)أزهر اللون كأنَّ عَرَقه اللؤلؤ) (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ)... وقال أيضاً: (ما شَمَمتُ عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب طيب رائحة النبي ولين مسه والتبرك بمسحه (4/1815) برقم (2330).
وعن أنس أيضاً قال: (دخل علينا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فَقَال (أي نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي(صلى الله عليه وسلم)فقال: (يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟) قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب). صحيح مسلم-كتاب الفضائل-باب عرق النبي والتبرك به (4/1815) برقم (2331). وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبرَّكون بآثار النبي(صلى الله عليه وسلم)، وقد أقرَّ الرسول-عليه الصلاة والسلام- أم سُليم على ذلك.
مختارات