١١ تنبيه حول التعصب للشيوخ..
لكَ أن تنظر في واقع عامة الناس، أو لعلك تخالط بعض طلاب العلم، أو لعلك تجلس مع زمرة من أصحاب الدعوة، فإذا بك تقف على مرضٍ دخل على البعض ممن تعلقوا بالشيوخ تعلقاً مذموماً ومنحوهم حباً لا على المنهج بل على مقياس الهوى، فهوى بهم.
وتأتي الأحداث والوقائع لتظهر لك علامات التعصب، فمنها:
1- تقليدهم في أمورهم وآرائهم بلا نص معتمد أو فهم مقتبس من نصوص الوحيين، وهذا التقليد قد يكون محموداً عند العامة لأنه لا قدرة لهم على البحث، ولكنه مذموم عند من يدرك النص وله فسحة ولو يسيرة في الفهم، فهذا ماله وللتقليد ؟ بل يجب أن يتعلم أمور دينه ليعبد الله بما شرع لا بما انتشر عن الشيوخ.
2- وهذا المتعصب له ميلٌ في الغلو في الشيخ، ويدل لذلك أنه لو وقع شيخه في خطأ ولو عن اجتهاد، وقام أحد الغيورين بالرد عليه أو حتى الحوار معه لعاتبك ذاك المتعصب قائلاً: ومن أنت حتى ترد على الشيخ ؟
3- المتعصب يقبل رأي شيخه ولو خالف الدليل، لأن الصواب ما قاله الشيخ، والنص له التأويل.
4- المتعصب لا يقرأ إلا لشيخه ولا يسمع إلا له، ولا ينشر إلا فتاويه ولا يزور إلا موقعه.
5- لا يزال المتعصب في جهل دائم، إذ أنه ألغى عقله، وارتدى قلادة الولاء للشيخ فقط.
6- المتعصب لا يمدح أيَّ صواب عند غير شيخه، بل كل صواب عند غير شيخه فإن شيخه قد قال به بالنص أو بالظن أو في الغالب.
7- المتعصب لو مات شيخه فإن الأمة ستضيع، والفقه قد دُفن، والساعة قد اقتربت، والدجال سيخرج، والمهدي لعله قريب.
8- المتعصب فقد التوازن، وخسر العدل، وغاب عنه الإنصاف، وابتعد عن بابه القسط.
9- المتعصب يوالي من والى شيخه، ومَن خالف شيخه فله البغض في الله، على حدِّ زعمه.
10- المتعصب امتلأ قلبه بالتعظيم للشيخ لا للمنهج، ولهذا لو سقط الشيخ في زلة أو في تبديل في المنهج فإن صاحبنا سيهوي وراءه، لأنه متعلق بالرمز لا بالمنهج.
11- ذاك المتعصب يمدح شيخه ومنهجه في المجالس ومع كل جالس، وكأنه المتحدث الرسمي عنه، أو كأنه يتقاضى راتباً من شيخه ليرفع ذكره في المجالس، فما أسوأ الحب إذا غلا، وهكذا يصنع الهوى إذا علا.
والقاعدة: ومن علا على هواه عقله فقد نجا.
إشراقه: فلانٌ حبيب إلينا، والحقُ أحبُّ إلينا منه.
مختارات
						
