" الحـيُّ "
" الحـيُّ "
مُتَضَمِّنٌ للحياة الكاملة التي لم تُسْبَقْ بعدم ولا يَلْحَقُها زَوَال؛ الحياة المستلزمة لكمال الصِّفات من العلم والقدرة والسَّمْع والبَصَر وغيرها.
وحياتُه مُنَزَّهَةٌ عن مشابهة حياة الخلق لا يجري عليها الموت أو الفناء، ولا تَعْتَريها السُّنَّةُ – أي النّعاس- ولا النَّوم.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
- مَنْ عَرَفَ هذه الصِّفةَ في رَبِّه تَوَكَّلَ عليه وانقطع قلبُه إليه عن الخلق المحتاجين مثله إلى خالقهم؛ فكيف يرجوهم بعد ذلك؟ " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا " [الفرقان: 58].
- الحياةُ الدُّنيا كالمنام، والحياةُ الآخرة كاليَقَظَة، والله – تعالى - يَهَبُ أهلَ الجنة الحياةَ الدَّائمة؛ " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " [العنكبوت: 64]، والكافر والمجرم والشَّقيُّ في نار جهنم " لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا " [الأعلى: 13].
للعبد أن يَجْتهدَ في أنْ ينالَ من هذا الاسم القسم الأوفر؛ فَيَسْعَى للحياة الآخرة بالحياة الدُّنْيا مكتفيًا بمن يَهَبُه هذه الحياةَ الأبديَّةَ؛ فحقيقةُ الحياة هي الحياةُ بالرَّبِّ – تعالى - لا الحياةُ بالنَّفْس والفناء وأسباب العَيْش.
وقد حَثَّ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم على الدُّعاء بهذا الاسم في حال الكَرْب: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمتك أستغيثُ»(الترمذي) وكان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - شديدَ اللَّهَج بهذين الاسمين مؤكِّدًا على ما يتركانه من تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنَّهما الاسمُ الأعظمُ.
مختارات