الإيمان..
الإيمان هو الذي يرى به القلب الصورة لا حُجُبَ فيها، وهو الذي يجعل الميزان في النظر والتصور إلهيًّا، فيبصر الإنسان حقيقة الدنيا، ويرى العالم كلَّه والكون كلَّه في قبضة القهر والتدبير الإلهي!
فتنهدم أسوار الحسِّ وحُجُب المادة، وتتصل الدنيا بالآخرة اتصالًا فريدا، ويبقى الله تعالى باسمه " الملك" الذي لا مُعقِّب لحكمه، ولا رادَّ لفضله، ولا مُمسِك لرحمته!
ومتى استقام في القلب هذا النظر لاسيما في المحن الكبرى والأحداث الجليلة=سكن إلى ربه واطمأن به، ونفذ من ضيق النظر الدنيوي والحسابات البشرية إلى سعة الله وقوته وتدبيره وإحاطته!
فدعا بلسان اليقين لا يرتجف ولا يشك ولا يتزعزع إيمانه =أن الأمر كله لله، وأنه لا إله إلا الله وحده!
متى شاء بارك في الضعف فكان طوفانا، وأذل جبال الكبر فكانت كالعصف المأكول، والهشيم الذليل!
وهذا كله لا يكون إلا بالتضلع من القرآن والخضوع لنوره والنظر إلى كل شيء من نافذته الإلهية.
وبغير هذا يكون المرض والوهن والضعف، لخفوت ضوء الوحي، والإخلاد إلى أثقال الطين وزيف الدنيا! وهذا هو سر أدوائنا وعللنا وأمراضنا!
فتبارك الذي نزل الفرقان على عبده، وجعله شفاءً وحياة ونورًا يمدُّ النفس بزادٍ لا يفنى ولا ينفد أبدا!
ونستغفر الله ونتوب إليه!
مختارات