الدعاء حياة..
الدعاء حياة، واستنقاذ للنفس من سجن اليأس، والخضوع للحال، وسطوة الهم، وخروجٌ من رِقِّ الشيطان وحبائل وسوسته وهمزه ونفخه ونفثه وتثبيطه وتحزينه!
وذلك أن في الدعاء ضعفًا يدخل بالإنسان على ربه سبحانه وبحمده فيشهده ربا عظيما، وإلها معبودا لا شريك له، ويتعرف إليه بأسمائه وصفاته عرفانًا يمحو من قلبه كل شرك ورقٍّ ودخَن وظُلمة وكدر وضلال!
فإذا بالذي دخل بوابةَ الدعاء كسيرا مُثقَلًا بعيوبه وذنوبه وهمومه وكلومه=عبدٌ حديث عهدٍ بربه، توبةً وإنابةً وتعرفا وتحببا، وشهودا ويقينا، عليه سيماء الميلاد وأنوار الصبح إذا تنفس!
ومن ذاق معنى الدعاء في سجوده وخلوته، ونعِم بالذل لربه، تعالى، والثناء عليه=لم ينقطع يوما عن الدعاء، والدخول على ربه ليلًا ونهارا، في الخلوة والجلوة، والسر والعلانية، والسحر والضحى!
وطوبى لعبدٍ وُفِّق لسؤال من لا أكرم منه، ولا أرحم منه، ربنا الرحمن الرحيم، خالق كل شيء، ومالك كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، سبحانه وبحمده!
وهنالك تلوح له أنوار الأسماء الحسنى: القريب، المجيب، الرحمن، الرحيم، السميع، العليم، القادر، المقتدر، القاهر، الحيي الكريم الستير، الجواد، الحي القيوم، الملك، العلي، العظيم، الوهاب، المنان، الفتاح، الرزاق، القوي، المتين!
هو طواف للقلب لا ينتهي، حتى يلقى ربه محرما من كل ما سواه، قاصدًا وجهه وحده!
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت!
مختارات