(اللهم أنت السلام ومنك السلام)
من أذكار أدبار الصلوات المتكررة؛ كل يوم يجري بها اللسان، ويمرها سريعا على القلب.
لكنني ذات مرة، وقد أصابني -كما يصيب الناس- قلق شديد لأمر من أمور الدنيا، ودخلت الصلاة وأنا مهموم في صلاتي، يلاحقني القلق في كل أفعالها، ويثير همي ومخاوفي، وأجد أثره حسا في صدري وجوفي.
ودعوت الله، واستغثت به، وشكوت؛ وفي خاطري أن الإجابة ستكون بزوال الأمر الذي يقلقني، أو أجد طمأنينة منه.
وسلمت من الصلاة -والله يعفو عنا-
لا أدري ما الذي عقلت منها.
وبعد الصلاة؛ كأن من استوقفني لأضغط على حروف دعاء واحد.
(اللهم أنت السلام......)
(ومنك السلام.......)
قف هنا! أعد أعد!!.....لحظة لا تذهب!.
كأن هاتفا يهتف بي،
يوقفني:
(اللهم أنت السلام
ومنك السلام)
منك يارب السلام والسلامة والأمن والسكينة والطمأنينة.....
منك وحدك. أنت من يهب لأرواحنا السلام.
منك: كل أدواء همومنا وأحزاننا وخوفنا.
منك: كل حصانة تحرس بها قلوبنا الواهنة الضعيفة.
منك: كل أمن يشد أفئدتنا المرعوبة ويربط على صدورنا الخائفة.
(السلام) كأنما كل أمن العالم اجتمع في حروف هذه الكلمة.
(منك السلام)
(كل السلام وأكمل السلام وألذه وأبرده وأصدقه وأوثقه وأحبه )
أنت -تباركت وتعاليت- من تعطي الأمان.
أنت من تسلمنا وتحمينا وتكفينا.
منك السلام والسلامة والسكينة والأمان
من بيدك كل قلوبنا وما تخاف منه قلوبنا
وأنت ربنا السلام.
السلام السلام السلام ومنك السلام ومنك السلام.
وشعرت كأنما غشينى السلام.
أحسست براحة عاجلة، كأنما انسكب ماء بارد في ضلوعي.
كأن شيئا يلاحق قلقي ومخاوفي؛
يطردها يهونها يصغرها.
الله الذي بيده مقاليد كل شيء.
يهب السلام، يعطينا في كل الظروف، في أشدها، في أصعبها، رغما عنها
(السلام....ومنك السلام)
وأيم الله! لكأنما لأول مرة عرفت معنى هذا الذكر.
منذ ذلك اليوم؛
ولهذا الذكر محبة عميقة في قلبي.
أود لو اعتنق هذا الذكر وأقبله.
في أدبار الصلوات لذة به.
إنها لحظة ميلاد لهذا الذكر؛
كما تولد الأذكار في منعطفات الحياة.
يصبح لها معنى فريد ملتحم بدم الإنسان ولحمه وشجونه وذكرياته.
اللهم أنت السلام ومنك السلام.
مختارات