شرح دعاء" اللهم إني أعوذ بك من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر"
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَسُوءِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ)([1]).
الشرح:
تكرّرت في دعوات النبيصلى الله عليه وسلم الاستعاذة من هذه المطالب المهمّة؛ لأن فيها يقع الضرر في الدين والدنيا، وذلك أن البخل: يمنع من أداء الواجبات المالية المفروضة على العبد، كالزكاة، والإنفاق على من تجب عليه النفقة: كالوالدين، والزوجة، والذرية، وغير ذلك، واستعاذ من (الجبن) الذي هو ضدّ الشجاعة والإقدام، وهو صفة ذميمة، يؤدي إلى عدم الوفاء بكثير من الواجبات الشرعية، كالجهاد في سبيل اللَّه، والصدع بالحق من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وغير ذلك.
قوله: (وسوء العمر)، هو البلوغ إلى حدّ الهرم، مما يؤدي إلى الخرف من ذهاب العقل، فيصبح كالطفل في قلّة الفهم، وضعف القوّة الذهنية والبدنية، فيصبح عالة على الأهل.
قوله: (وأعوذ بك من فتنة الصدر): هو استعاذة بكل ما ينطوي عليه الصدر من الغلّ، والحسد، والشكوك، والوسواس، وعقيدة غير مرضية من سوء الاعتقاد، (وعذاب القبر)، فإنه حق ثابت في الكتاب والسنة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ منه في كل صلاة لخطورة أمره.
([1]) النسائي، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من سوء العمر، برقم 5469، ولفظه: (كان النبي ﷺ يتعوذ من خمس: اللهم إني أعوذ بك من البخل، والجبن، وأعوذ بك سوء العمر، وأعوذ بك من فتنة الصدر، وأعوذ بك من عذاب القبر)، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب صفة الصلاة، الاستعاذة من سوء العمر، برقم 7881، وأخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1539، وابن حبان، 3/ 300، برقم 1024، والبزار، 1/ 455، وحسنه الأرنؤوط في تخريجه لجامع الأصول، 4/363، وقال في تحقيقه لصحيح ابن حبان، 3/ 300: (إسناده صحيح على شرط مسلم)، وقال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان، 3/ 1073: (صحيح لغيره).
مختارات