(لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ)
أخذ المناسك عن رسول الله ﷺ عام لقوله وفعله وتقريره عليه الصلاة والسلام.
ويعم الرخص الثابتة بقوله وتقريرهﷺ.ورخصه وعزائمه.
فمن كان حاله ممن رخص له النبيﷺ
فالاقتداء هو أخذ الرخصة
فمن كان مريضا وحاله كحال ضباعة رضي الله عنها واشترط كان اشتراطه هو الاقتداء ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط بنفسه.
ومن كانت حاله كحال كعب بن عجرة رضي الله عنه فالسنة وأخذ المناسك عن الرسولﷺ هو فعل ما فعله كعب من الحلق والفدية.
ومن كانت حاله كحال الضعفة والظعن كانت السنة والاقتداء هي الأخذ بالرخصة والدفع من مزدلفة ليلا ولو أن النبيﷺ بقي إلى أن أسفر جدا ثم دفع.
بل وقع الخلاف بين العلماء في من بقي من هؤلاء إلى الفجر هل فعل الأفضل أو لا؟
بناء على خلافهم في الرخصة والعزيمة
وهكذا.
وقول أهل الاجتهاد أصلا هو تحري الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفق هذا الفهم الكلي لمعنى الاقتداء وأخذ المناسك.
والاقتداء بقوله صلى الله عليه وسلم
في أعمال يوم النحر
افعل ولا حرج
هو من أخذ المناسك عنه صلى الله عليه وسلم.
ومن فعل ذلك كان تام الاقتداء
والمتمتع والقارن والمفرد كلهم عاملون بهذا النص ( لتأخذوا عني مناسككم) مع أن النبي ﷺ حج قارنا
وكذلك من وقف في أي مكان بعرفة أو مزدلفة أو منى في غير المكان الذي وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهو عامل بالنص وآخذ بالاقتداء
وكذا من طاف للإفاضة يوم النحر أو اليوم الثاني أو الثالث كلهم مقتدون عاملون بالسنة التقريرية.
والأمثلة في ذلك كثيرة.
والقصد أن الاقتداء يعم
قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره وما لم يكن فيه نص فأقوال المجتهدين المعتبرين في محاولة إصابة السنة والقياس على المنصوص هو من أجل الاقتداء
وتقليد المقلد لهم هو وسعه وهو داخل في معنى الاقتداء.
مختارات