اللهم اهدني لأحسن الأخلاق...
.
حين تقول لشخص كلاما؛ في أي موقف من المواقف: موقف محبة، أو شكر، أو تفاوض، أو عتاب، أو سؤال، أو نصيحة؛
فإنك تتمنى أن تجد جوابا مريحا في كل ذلك.
هنا يأتي التوفيق والإلهام.
ذات مرة أسدى إلي أحدهم معروفا؛
فبعثت له رسالة شكر.
هناك أجوبة تقليدية كثيرة على رسائل الشكر.
منها: (ما سوينا شيء)
أو (عفوا أخي الكريم)
أو (هذا واجب ولا شكر على واجب يا صاحبي).
وكلها أجوبة جميلة مهذبة وحسن خلق.
لكن هناك أجوبة ملهمة وتوفيق.
أجوبة تحلق بعيدا، فوق خيالات الخطاب.
حين يقبل الجواب كصوت المطر.
مثل رشة عطر.
مثل نسمة باردة.
كبخور الحرم ونسمات المسعى.
جواب تحبه لكن لم تكن متفائلا لكي تتوقعه وترى أن المجازفةأن تكلف به صاحبك.
أجابني:
( أنا بحاجة لك أنت كنت تسدي إلي معروفا أنت كنت أنسا وراحة لي كنت تذهب وحشتي..... الخ).
حين سمعت الرسالة الصوتية علمت معنى
(اهدني لأحسن الأخلاق)
أيقنت أن حسن الخلق محض هداية وإلهام وتوفيق.
منحة: أن يلقي الله الكلمة الطيبة ( الطيبة بعمق كلمة (الطيبة) وروعتها وأثرها وفاقة المستمع إليها)
لم يكن صاحبي يعلم الغيب؛
ليعلم أي الكلمات أحب إلي؟
وبأي طريقة أفكر.
فالأمر فوق طاقة الناس.
إنه هداية الرحمن فحسب.
لم يكن صاحبي متكلفا وأنا أشهد بما علمت.
ولم يكن ما قاله سوى نفحات نفس سخية
لقد ساق جوابا عفويا.
لم يكن عنده من الوقت للتحليل والنظر لكي يدرك أن الشاكر في محل ضعف وامتنان يحتاج لصيانة الوجه والكرامة
لكن الله ألهمه الجواب
الذي هو وحده يهدي لأحسن الأخلاق لأحسن الكلمات لأنسب العبارات.
لذلك جعل هذا الدعاء في استفتاح الصلاة
ادعو به حتى يلهمكم الله الجوابات الجميلة التي تطفئ أشواق أحبابكم.
الكلمات التي تبقى أنوارها كالقناديل في قلوب من تحبونه....
اللهم اهدنا
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: كان النبيُّ ⦗١٨٧⦘ ﷺ إِذا استَفْتَحَ الصلاةَ كَبَّرَ، ثم قال: «إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحْيَايَ ومَماتي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وبذلك أُمِرتُ، وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ، اللَّهُمَّ اهدِني لأحسَنِ الأعمالِ، وأَحْسَنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لأَحسَنِها إِلا أَنتَ، وقِني سيئ الأعمال، وسيئ الأخلاقِ، لا يَقي سَيِّئَها إِلا أنتَ». أخرجه النسائي
مختارات