لماذا في القرآن مع الموت يستعمل تارة كلمة "حضر" وتارة "جاء" ؟
الحضور معناه الوجود، ولا يعني بالضرورة المجيء إلى الشيء، أي أنه نقيض الغياب، فهو بمعنى الشهود، أما المجيء فيعني الانتقال، أي المجيء من مكان إلى مكان.
والقرآن الكريم يستعمل كلمة الحضور مع الموت إذا كان يتكلم عن أمر لا تعلق له بالموت نفسه أو ما بعده من مراحل الآخرة، مثاله: في سورة البقرة "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد..." وفي البقرة أيضا: "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين..." وفي سورة المائدة: "يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران.." وغير ذلك. أما إذا كان الحديث عن الموت نفسه أو مشاهد ما بعد الموت فإن القرآن يستعمل لفظة "جاء" ذلك لأن لفظة "جاء" فيها مباغتة تناسب مباغتة الموت. مثاله: في سورة الأنعام "حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم.." وفي سورة المؤمنون "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها.."
وفي سورة ق "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد".
مستفاد من برنامج "لمسات بيانية" للدكتور فاضل السامرائي. تفريغ وتحرير عادل الجندي.
مختارات