من الخراسانية للشيخ الطريفي 24
24 - ولم يثبُت في ذكر طائفةٍ وفِرقةٍ من فِرَقِ الإسلام حديثٌ ؛ كما ثبَتَ في الخوارجِ،
وقد قال الامام أحمدُ: "ثبَتَ الحديثُ فيهم من عشَرَةِ أوجُهٍ ".فليس للخوارجِ أصولٌ مكتوبةٌ بأيديهمْ يَرجِعُ إليها خاصَّتُهُمْ وعامتهم، يعتمِدونَ ينظُرُونَ في ظواهر الإدلةِ، ويتأوَّلُها كلُّ فريقٍ أو رأسٍ منهم على معنًى قد يختلفُ عن غيرِه ؛ فيعظِّمونَ النصوصَ، ويَضعونَ من منزلة السلفِ والعلماءِ وفَهْمِهم ؛ فلم تَبْقَ لهم إلا أفهامهم للوحي. وإنما لم يكنْ لعامَّتهم كتبٌ ومذهبٌ يؤلَّفُ ويدرَّسُ ؛ لأنهم يَغلونَ في عدمِ تعظيم الرؤوسِ والعلماءِ، وعدمِ جعلِ قدواتٍ لهم إلا في القتال ؛ خشيةَ أن يحكُمُوا من دون الله فيطاعُوا، وإن لم يقولوا هذا بلسان المقالِ، فهو بلسانِ الحالِ ظاهِرٌ ؛ ولهذا ليس فيهم عالمٌ، ولا لهم كتابٌ.والخوارج نقيضُ الرافضةِ في بابِ الأئمةِ ؛ لأن الرافضةَ تَرى عِصمةَ الأئمةِ، وتقدِّسُ العلماءَ، والخوارجَ لا تَرَى لعالمٍ فضلًا .[الخراسانية 557]
مختارات