سورة البقرة من الآية 143الى الآية 157
١٤٣- {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} أي: عَدْلا خِيارًا. ومنه قوله في موضع آخر: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} (٤) أي: خيرهم وأعدلهم. قال الشاعر: هُمُ وَسَطٌ يَرْضَى الأنَامُ بحُكْمِهِمْ... إذا نزلَتْ إحْدى الليالي بِمُعْظَمِ (١)
ومنه قيل للنبي صلى الله عليه وعلى آله: " هو أوْسَطُ قُرَيْش حسبا " (٢) وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها، وأن الغلو والتقصير مذمومان.
{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} أي على الأمم المتقدمة لأنبيائهم.
١٤٤- {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} نحوه وقَصْدَه.
* * *
١٤٨- {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} أي: قبلة.
{هُوَ مُوَلِّيهَا} أي: موليها وجهه. أي: مستقبلُها. يريد أن كل ذي مِلّة له قبلة.
* * *
١٥٠- {لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: إلا أن يحتج عليكم الظالمون بباطل من الحُجَج. وهو قول اليهود: كنتوأصحابك تصلون إلى بيت المقدس؛ فإن كان ذلك ضلالا فقد مات أصحابُك عليه. وإن كان هدى فقد حُوِّلتَ عنه.
فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (١) أي: صلاتكم. فلم تكن لأحد حجة.
* * *
١٥٧- {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ} أي: مغفرة. والصلاة تتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب " المشكل " (٢).
* * *
مختارات