عظمة الربوبية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة الفاتحة:{الحمد لله رب العالمين} إن هذه الآية آية عظيمة تملأ القلب يقيناً بالله ومعرفة به سبحانه تملأ القلب بعظمة الله إنها تطل بالإنسان على صفحات من الجلال والكمال الإلهي،إن لك أن تطلق عنان خيالك ليتفقد ملامح العظمة الإلهية،وينشر على قلبك آيات الربوبية حتى تعرف الله حقاً.الله رب العالمين:كل هذه العوالم التي ترى بعينك وتسمع عنها بأذنك إنس وجن ونمل ونحل وطير وحيوان ونبات ما علمتَ وما لم تعلم كل هؤلاء الله ربهم يربيهم ويقوم على أمرهم ويصلح أحوالهم ويرزقهم وهم محتاجون إليه في كل شيء حتى في النفس الذي يتنفسون وفي الحركة التي يتحركون وفي السكون الذي يسكنون إنهم به قائمون {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} هو الحي القيوم الذي به تقوم حياة كل حي.
عظمة وجلال: أخي عش بقلبك مع هذا المشهد الذي يتكرر كل يوم بل كل لحظة أمام عينك وأنت غافل " الله رب العالمين " رب العالمين جميعاً يرزقهم جميعاً، انتظر قليلاً أريدك أن تتخيل هذا المشهد فعلاً دعك من القراءة الجوفاء عش بقلبك مشاهد المعرفة بالله تخيل كل إنسان على هذه الأرض الله يرزقه يقدر له رزقاً معلوماً لايخطئه فكم عدد البشر؟ثم إن الله ليس رب البشر وحدهم لكن تخيل كل جان يرزقه الله فكم عدد الجان؟ ثم إن الله ليس رب البشر والجان وحدهم بل هو رب العالمين جميعاً فكم عدد النمل وكم عدد النحل وكم عدد الطير؟ وكم عدد الهوام والحشرات؟ وكم عدد الحيوانات؟ كم عدد المخلوقات؟ إنك لن تستطيع أت تحصيهم عدداً لكن الله ربهم أحصاهم عدداً ويرزقهم فرداً فرداً فما تجد واحداً منهم ضل رزقه يوماً ولا أصبحنا يوماً فلم نجد رزقاً فمن الذي يقوم علينا رعاية وحفظاً؟إنه الله ربنا خالق كل شيء{قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون}[الأنبياء:42]إننا فعلاً في حاجة إلى معرفة حقيقية بالله معرفة تصلح لنا أحوال عبادتنا التي صارت صوراً تفقد مضمونها إن من عرف الله معرفة حقيقة متحققاً بأسماء الجلال وصفات الكمال سيجد للعبادة طعماً آخراً سيحب الوقوف بين يدي الله سيعرف لله قدره سيجد للحياة كلها طعماً آخراً إنها المعرفة التي تنبت في القلب حقيقة الإيمان وروح الاتصال.فالحمد لله رب العالمين.
مختارات