القوة فى الجهر بالحق
قال تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج: 27]
نلحظ في بناء الفعل (وأذن) أنه مشدد وهذا التشديد يعطي الفعل قوة وشِدَّة كما هو معلوم و نأخذ من هذه الدلالة إشارة إلى أن يكون البلاغ عن الله بقوة وأن الحق دائما أقوى من الباطل وأنه غالب فلا ينبغي أن يخفض صوته ولا أن يهمس همس الجبناء أو المهزومين بل ينبغي أن يعلو صوته وترتفع رايته وهذه الإشارة كثير في كتاب الله تعالى كما في قوله(يا يحيى خذ الكتاب بقوة) إنه أخذ بقوة وأداء بقوة ولذلك ما أحب الله الفخر في موضع إلا موضع قتال الكفار فلا ينبغي أن يضعف الحق في وجه الباطل ولا أن ينزوي الإيمان في وجه الكفر بل يعلو الحق ولا يُعلى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وتأمل ما في دلالة كلمة “قل”في القرآن من قوة وأمر بالتبليغ فلا ينبغي أن يصمت للحق صوت. فما علينا إلا أن نبلغ بقوة ولا يقول قائل:” وماذا يبلغ صوتي؟ “، فقد قالها إبراهيم حين قال الله له: (وأذن في الناس بالحج)فقال:”يا رب وما يبلغ صوتي؟” قال:أذن وعلينا البلاغ،فما علينا إلا أن نجهر بالحق وأن ننشره والله يسمع أصواتنا للعالمين.
مختارات