ففيهما فجاهد
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)
كلنا يعلم ما للجهاد من أجر وأن الشهيد له منزلة عظيمة لا ينالها غيره
ولكن لنعلم أن بر الوالدين أعظم وأهم وأجل منزلة من الجهاد
وحتى يتبين هذا اقرأ هذه الآيات
قال تعالى:{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء: 23]
وقال تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 83]
وقال تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36]
هذه الآيات ربطت بين عبادة الله وتوحيده و بر الوالدين وذلك لعظمة منزلتهما لأنهما المسؤولان من بعد الله في وجودنا والأصل في تنشأتنا ولعظم تلك المنزلة فقد أعتبر عقوقهما من أكبر الكبائر من بعد الإشراك بالله.
ألا يستحق هذا أن نجاهد فيهما
(ففيهما فجاهد)
لنعلم أن بر الوالدين عمل يحتاج منا إلى صبر وخلق كريم لأن العقوق ليس شيئا هينا بل إن قول كلمة أف يعتبر من العقوق لذا يلزمنا الحيطة والحذر في تصرفاتنا حتى لا نكون من العاقين والعياذ بالله.
فطاعة الوالدين واجبة علينا في كل شيء ألا معصية الله وأن كان برهما في أمور لا تهواها أنفسنا فلنلجم أنفسنا بزمام الطاعة والتذلل لهما {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23 - 24]
فهذا باب من الجهاد مفتوح لمن أراد الجهاد
مختارات