النسمة السابعة - واشوقاه رسول الله - (9)
كيف ترى رسول الله فى المنام؟! جاء تلميذ إلى أساتذة وقال: علمت أنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رؤياك. فقال الأستاذ: فماذا تريد يا بنى؟! قال: علمني كيف أراه؛ فإني في شوق إلى رؤياه.
قال له: فأنت مدعو لتناول العشاء معي هذه الليلة لأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم.
وذهب التلميذ لأستاذه، وأكثر له من الملح في الطعام ومنع عنه الماء، فطلب التلميذ الماء فمنعه أستاذه بل أصر عليه أن يزيد في الطعام، ثم قال له: نم وإذا استيقظت قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم.
فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش والظمأ، فقال له أستاذه: أي بني.. قبل أن أعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم أسألك: هل رأيت الليله شيئا؟. قال: نعم. قال: ما رأيت؟. قال: رأيت الأمطار تمطر والأنهار تجري، وبحار تسير.
فقال الأستاذ: صدقت نيتك فصدقت رؤيتك، ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!!. وممن صدقت محبته وبلغت منتهاها مالك بن أنس إمام دار الهجرة الذي قال: ما نمت ليلة إلا رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم فى المنام، لسان حاله هو وأمثاله:
وما تأخر جسمي عن لقاكم *** إلا وقلبي شيق عجل
وكيف يقعد مشتاق يحركه إليكم *** الحافزان الشوق والأمل
فإن نهضت فما لي غيركم وطر *** وإن قعدت فما لي غيركم شغل
وكم تعرض لي الأقوام بعدكم *** ويستأذنون على قلبي فما وصلوا
مختارات