النسمة السابعة - واشوقاه رسول الله - (8)
3. قراءة القرآن: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف» (حسن كما في ص ج ص رقم6289).
كان عبد الله بن عمر من سادة المحبين لأنه وصل إلى طريق المحبة بتنفيذ هذه الوصية، واسمع إلى شهادة مولاه نافع حين سئل: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
4. متابعة أخبار المحبين:
اسمع إلى حب عبد الله، الذي قال عنه سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لأبن عمر.
يقول عنه مولاه نافع: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لئلا تيبس.
واسمع إلى حب عمرو بن العاص رضي الله عنه: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، حتى لو قيل لي: صفة ما اساطعت أن أصفه!!.
واسمع إلى حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئل: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا وأحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.
واسمع إلى حب زيد بن الدثنة رضي الله عنه: وكان أهل مكة قد أخرجوه من الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيان (وهو يومئذ مشرك): أنشدك بالله يا زيد.. أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نصرب عنقه وأنت فى أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا في مكانه الذي هو فيه مقيم تصيبه الشوكة، وإني جالس في أهلي.
فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا.
واسمع إلى شدة شوق ربيعة بن كعب الأسلمي إلى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم إطاقته فراقه، ففي الوقت الذي كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الشاء والبعير قال ربيعة: أسألك مرافقتك في الجنة، فطالبه النبي صلى الله عليه وسلم بالثمن مقدما: «فأعني على نفسك بكثرة السجود» (صحيح كما في صحيح أبي داود رقم 1172).
مختارات