كلاهما فتنة
الإنسان في حياته مبتلى بخير أو بشر وكلاهما فتنة وابتلاء كما توضح الآية الكريمة في قوله تعالى{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الأنبياء:35] فلا يظنن ظان أن البلاء لا يكون إلا بالشر أو ما يظن المرء شرا بل يكون بالشر وبالخير بالنعم وبالنقم يقول شيخ المفسرين الطبري في هذه الآية:”ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة العافية فنفتنكم به.” فالابتلاء يكون بالخير كما يكون بالشر ووجه الابتلاء أن كل شر يحتاج إلى صبر وكل خير يحتاج إلى شكر فمن لم يصبر عند نزول الشر به فقد فتن به وابتلي وامتحن فلم ينجح ومن لم يشكر حين ينزل به الخير فقد ابتلي أيضا وامتحن فلم ينجح ولم يفلح وكلاهما بلاء يعرض للإنسان يفتن فيه.
“ذكر الراغب أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا فالمنحة والمحنة جميعاً بلاء فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر فالمنحة أعظم البلاءين، وبهذا النظر قال عمر رضي الله تعالى عنه: بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر”[تفسير الألوسي]
- فالخير والشر كلاهما فتنة ولذلك فإن المؤمن عند ورود الخير أشد حذرا ويقظة لعلمه بأن البلاء يكون بالخير كما يكون بالشر.
مختارات