النسمة الرابعة : الموعد الجنة (1)
من عرف اشتاق..
ومن اشتاق بذل..
ومن بذل هنا تعلم هناك..
فمع هذه الكلمات حثا وتشويقا وجذبا..
وترغيبا إلى جنة الخلد..
فيا عجبا!! قال بن القيم الجوزية فى كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ": فيا عجبا.. من سفيه فى صورة حليم، ومعتوه فى مسلاخ عاقل، آثر الحظ الفاني الخسيس على الحظ الباقي، وباع جنة عرضها السماوات والأرض بسجن ضيق بين أصحاب العاهات والبليات، ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بدور ضيقة آخرها الخراب والبوار، وأبكارا عُرباً أتراباً كأنهن الياقوت والمرجان بأخريات سيئات الأخلاقمسافحات أو متخذات أخدان، وأنهاراً من خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل، مفسد الدنيا والدين، ولذة النظر إلى العزيز الكريم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الدميم، وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والألحان، والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت يوم المزيد فى مجالس الفسق مع كل شيطان مريد.
مقارنة: قال الفضيل بن عياض: لو كانت الدنيا ذهبا يفنى، والآخرة خزفا يبقى لكان ينبغي أن تؤثر خزفا يبقى على ذهب يفنى، فكيف والدنيا خزف يفنى، والآخرة ذهب يبقى؟!.
قال بن عباس رضى الله عنه: " ليس فى الجنة شيء مما فى الدنيا إلا الأسماء " (صحيح كما فى ص ج ص رقم 5410).
الأسماء واحدة لكن كل شيء غير الأسماء مختلف.. المعنى.. الشكل.. الطبيعة.. كل شيء.
مختارات