إيقاظ الأمل وتقوية العزم في قلب كل تائب
من أراد أن يعمل كل شيء صحيحًا من المرة الأولى، فسيتوقف مع أول خطأ يقع فيه، ويترك المحاولة وييأس من التوبة..
وهذه نقاط أربعة توقظ الأمل وتقوّي العزم في قلب كل تائب:
1. استمر في المحاولة
طالما حاولت، فأنت في مجاهدة، وطبيعة المجاهدة أنها يومٌ لك ويومٌ عليك، فإن واظبت على المحاولة واستمررت في المجاهدة، فأنت موعود من الله تعالى بالهداية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت من الآية:69]، ولن يخلف الله وعده.
2. اجعل نصب عينيك دائمًا أن قبول التوبة في التقدم لا الكمال
- إن طالت الفترات الزمنية بين سقوطك في الذنب، فأنت في تقدم.
- إن تعرفت على سبب سقوطك في الذنب، وسعيت في البُعد عنه في المستقبل، فأنت في تقدم.
- إن زاحمت المعصية بالطاعة، وأتبعتَ سقوطك في الذنب بعباداتٍ تمحو أثره، فأنت في تقدم.
- إن تعلمت مع كل سقوط درسًا جديدًا، فأنت في تقدم.
ولعل هذه بعض معاني حديث: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (صحيح ابن ماجه، خلاصة حكم المحدث، الألباني،: حسن)، فليس العيب في وقوع الخطأ، وإنما العيب في الإصرار عليه، وما سُمي الإنسان إلا لنسيانه، ولا القلبُ قلبًا إلا لأنه يتقلبُ.
3. احمد الله أن أظهر لك عيبك وعرَّفك بذنبك
فكثير من الناس خفيت عليهم ذنوبهم، ومن خفي عليه ذنبه سقط بلا سابق إنذار، واستحق النار دون ندم أو استغفار.
4. الذنب لك لا عليك
كان آدم عليه السلام بعد خروجه من الجنة خيرًا منه قبل خروجه منها. قال سبحانه: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه:122]، فاجتباه ربه بعدما خرج من الجنة.
وكان داود بعد التوبة خيرًا منه قبل الخطيئة، فقال سبحانه: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنّ لَهُ عِنْدَنَا لزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص:25]، فزاده الله على المغفرة أمرين: الزلفى وهى درجة القرب منه، وحسن المآب وهو طيب المأوى عند الله.
وكم من عبدٍ أقلع عن ذنب، فكان حاله بعده خيرًا من حاله قبله، وذلك لأنه أقلع عن الذنب، وعرف أسباب سقوطه فيه فاجتنبها، ولم يستدرجه الشيطان إلى مقدماته.
مختارات