لماذا حديثنا إليك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين...
إن حديثي في هذا اليوم إلى تلك الفتاة العظيمة..التي حازت على الفضل، ولحقت بالركب...
إلى من استضاءت لها دروب الخير، وسمت نفسها وعلت على الغير، وأسرعت في الخطى تحث السير، فأصبحت تُنافس في عالم حافظات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهي بذلك تلحق بركب أهل الله وخاصته.
إنـني أبعث حديثي هذا إلى صفوة الفتيات...إلى تلكم الدرة الثمينة...
أبعثه إليكن بمداد الأخوة، وقرطاس الصدق، ومحبرة النصح، لعل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع...
أفخري بنفسك ولتفخر بك أمتك:
نعم إن حافظة الوحيين (كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام) من أمثالكن المباركات لهي أولى الناس بأن تفخر بنفسها وحق على أمتها أن تفخر بها فقد شُرفتِ وكُرمتِ لشرف العلم الذي تحملين:
* يا حافظة القرآن لك يجب التوقير والاحترام...لما جاء في الحديث(إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه) حديث حسن.
* بل يكفيك شرفاً وعزةً وفخراً أنك من أهل الله وخاصّته...
فيكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لم يختص به غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام(إن لله أهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته) رواه أحمد.
* يا حافظة القرآن هنيئاً لكِ فقد عمَّرت قلبكِ بكلام الله وأقبلتِ على مأدبته...
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ شَيْئًا أَصْغَرَ مِنْ بَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَإِنَّ الْقَلْبَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ خَرِبٌ كَخَرَابِ الْبَيْتِ الَّذِي لا سَاكِنَ لَهُ "
* يا حافظة القرآن لكِ يشفع أقدس كتاب...قال النبي صلى الله عليه وسلم(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) رواه مسلم
* أنت ممن اصطفاهم الله ليستعملك في حفظ كتابه.. فقد قال تعالى:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر
ففي صدرك كتاب لا يغسله الماء، قال الله تعالى: { بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} العنكبوت
* وياحافظة السنة المطهرة يكفيك شرفاً أن تحدثي مبتدئة بقراءة سلسلة شريفة ينتهي سندها إلى خير من وطئ الثرى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.
* ياحافظة السنة المطهرة أنتِ من دعا لك النبي صلى الله عليه وسلم فقال(نضَّر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) صحيح أبي داوود
قال سفيان بن عُيَينة: " ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه نضرة، لهذا الحديث ".
* ياحافظة السنة هنيئاً لكِ فبك يحفظ العلم من عبث المفسدين وتأويل الجاهلين قال صلى الله عليه وسلم(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) رواه أحمد.
ولما اُختصت حافظة الوحيين بهذه الفضائل العظيمة والشمائل الكريمة...كان لزاماً علينا أن نهتم بها وأن نضيء الدروب من حولها...
لتسير بخطىً ثابتة، قدماها في الثرى وهمتها في الثريا...
نريدها أن تسير بعزة المؤمن وشموخه محافظة على أعظم كنز فازت به حين حُرم منه الكثير...
سلسلة إضاءات في دروب الحافظات... أخيتي هي من أجلكِ، نقف فيها عند شيء مما حفظتيه من الوحيين الشريفين، ننهل من معينهما ونقتبس من نورهما لنضيء بهما الآفاق لنا ولمن حولنا...
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع متوجاً بالعمل الصالح، ويرزقنا الإخلاص قولاً وعملاً...
والله الله بإصلاح النية وتجديدها وتنقيتها مما يشوبها... فرب عمل صغير تكبره النية ورب عمل كبير تصغره النية...
مختارات