يحقق الله لك ما تتمناه بحسب حسن ظنك وقوة صلتك به..
جاء في عمدة القاري " قوله: أنا عند ظن عبدي بي يعني: إن ظنَّ أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك، وإن ظن العقوبة والمؤاخذة فكذلك، ويقال: إن كان فيه شيء من الرجاء رجاه؛ لأنه لا يرجو إلا مؤمن بأن له ربا يجازي.
ويقال: إني قادر على أن أعمل به ما ظنَّ أني عامله به.
وقال الكرماني: وفيه إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف ".
وحسن الظن بالله معناه ظن الإجابة عند الدعاء. وظن القبول عند التوبة. وظن المغفرة عند الاستغفار. وظن مجازاة الله لعبده خير الجزاء عند أداء الطاعة بشروطها. ولهذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف بالله تعالى: " ما أحسن عبد بالله تعالى ظنَّه إلا أعطاه الله تعالى ذلك لأن الخير كله بيده ".
وقد كتب رجُلٌ من إخوان أحمد بن حنبل إليه أيام المحنة أبياتا من الشِّعر يصبِّره بها:
هذي الخطوب ستنتهي يا أحمد *** فإذا جزِعت من الخطوب فمن لها؟!
الصَّبر يقطع ما ترى فاصبر لها *** فعسى بها أن تنجلي ولعلَّها
لكن إيمان الإمام لا يقبل الظن الذي تحمله كلمة (لعلَّها)، وإيمانه لا يقبل الشك والارتياب، بل ليس عنده إلا الثقة واليقين، ولذا أجابه الإمام أحمد قائلاً:
صبَّرتني ووعظتني فأنا لها *** فستنجلي بل لا أقول لعلَّها
ويحُلُّها من كان يملك عقدها *** ثقة به إذْ كان يملك حلَّها
مختارات