اسم الله الرازق 1
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( الرازق ) :
أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم " الرازق " .
ورود اسم الرازق في القرآن الكريم والسنة الشريفة :
هذا الاسم ورد في السنة ، ففي حديث أنس رضي الله عنه الذي ورد في الأسماء الثلاثة السابقة قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله هو المُسَعِّرُ ، القابضُ ، الباسط ، الرازق " [أبو داود] .
وهذا الاسم ورد في القرآن الكريم مقيداً في قول الله عز وجل : " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ " [المائدة:114] .الرازق في اللغة : " الرازق " في اللغة اسم فاعل ، رزق ، يرزق ، رزقاً فهو " الرازق " والرزق ما يُنتفع به .
لذلك فرق العلماء بين الرزق والكسب ، الشيء الذي تأكله ، والثياب التي تلبسها ، والبيت الذي تسكنه ، هذا هو الرزق الذي انتفعت به ، أما الرصيد : الحجم المالي هذا كسب لم تنتفع به ، الذي تنفع به مباشرة هو الرزق ، والذي لا تنتفع به وهو من كسبك هو الكسب ، أما الكسب تحاسب عليه من أين اكتسبته ؟ وماذا فعلت فيه ؟ مع أنك لم تنتفع به ، يعني الذي معه ألف مليون ، ماذا يأكل ؟ يأكل وجبة محددة ، ويرتدي ثياباً واحدة ، وينام على سرير واحد ، وطاقته في الاستمتاع بالحياة لها سقف ، مهما كنت غنياً كم تأكل ؟ وجبة محدودة ، كم ثوب ترتدي ؟ ثوب واحد ، على كم تنام بليلة واحدة ؟ على سرير واحد .الرزق والكسب :
الرزق : ما انتفعت به فقط ، والكسب : حجمك المالي ، حجمك المالي لم تنتفع به إطلاقاً لكنه أعطاك كبراً ، وهيمنة ، وسيطرة ، وكل قرش اكتسبته تحاسب عليه ، مع أنك لم تنتفع به .
لذلك ورد في بعض الآثار : " إن روح الميت ترفرف فوق النعش ، تقول يا ولدي يا أهلي ، لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ، جمعت المال مما حلّ وحرم ، فأنفقته في حله وفي غير حله ، فالهناء لكم والتبعة عليّ " [ورد في الأثر] .
على المؤمن أن يعزو الرزق إلى الله لا إلى غيره :
أما قوله تعالى : " وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ " [الواقعة:82] تهطل أمطار كثيرة ، نستمع إلى من يقول : هناك منخفض متمركز فوق قبرص في طريقه إلينا ، لأن هذا رزق الله ، هذا فضل الله ، هذه رحمة الله ، نعزو الرزق إلى أسباب أرضية " وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ " .
وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم عقب ليلة مطيرة قال : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما من قال : مُطِرْنا بفضل الله ورحمته : فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا وكذا : فذلك كافر بي ، مؤمن بالكواكب " [البخاري ومسلم] .كتعليق على هذا الحديث هناك من ينسب ما يجري إلى أسباب أرضية فقط ، يعني زلزال دمر كل شيء يقول لك اضطراب بالقشرة الأرضية فقط ، لمَا وقع هنا ولم يقع هنا ؟ مع أن الله تعالى يقول : " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " [هود:117] .
على الإنسان أن يعزو الأسباب إلى مسبب الأسباب كي يصطلح ويتعامل معه :
لمَ لا تقبل التفسير الأرضي القريب ، وتعزو التفسير البعيد إلى الله عز وجل ؟ الإنسان أحياناً يرفض التفسير العلوي ، الإلهي ، التوحيدي ، ولا يقبل إلا التفسير الأرضي الشركي المحمود .
ما يعانيه المسلمين اليوم يعزى إلى الاستعمار فقط ، والصهيونية العالمية فقط أين الله ؟ كيف سمح لهؤلاء أن يسيطروا على العالم ، ألسنا عباده ؟ فلابد من أن تعزو الأسباب إلى مسبب الأسباب ، إلى خالق السماوات والأرض ، كي تتعامل معه ، كي تصطلح معه .
لذلك لا ينبغي أن تفسر ما يجري فقط لأسباب أرضية شركية ، لابدّ من أن نفسر ما يجري لأسباب أرضية ، ومسبب الأسباب هو الله ، لحكمة بالغةٍ بالغة .
الأرزاق نوعان ؛ أرزاق ظاهرة وأرزاق باطنة :
أيها الأخوة ، الأرزاق نوعان ، أرزاق ظاهرة كالأقوات للأبدان ، انظر إلى سوق الخضر ، كميات من الفواكه ، كميات من الخضروات ، المحاصيل ، والقمح ، والغنم ، أرقام فلكية ، كلها رزق العباد ، أقوات للأبدان ، وهناك أرزاق باطنة ، هي المعارف والإيمان ، إنسان الله عز وجل رزقه فهماً بكتاب الله ، هذا رزق .
بالمناسبة : العلم هو أعلى أنواع الرزق ، الدليل : " وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً " [النساء:113] .
" وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً " [القصص:14] .
الله عز وجل أعطى المال لمن لا يحب ، وأعطاه لمن يحب ، حتى نكون موضوعيين ، أعطى المال لقارون وهو لا يحبه ، وأمره : " وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ " [القصص:77] .وأعطاه لسيدنا عثمان وهو يحبه ، أنفق على جيش العسرة ، وقال النبي الكريم : " ما ضرّ عثمان ما عمل بعد هذا اليوم " [الحاكم] رضي عنه من أعماق أعماقه ، أعطى الملك لفرعون وهو لا يحبه ، وأعطاه لسيدنا سليمان وهو يحبه ، لكن الذين يحبهم ماذا أعطاهم ؟ الملك ليس مقياساً ، والمال ليس مقياساً ، لكن الذين يحبهم الأنبياء ، قمم البشر " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً " فإذا وهبك الله رزقاً من نوع الرزق الذي وهبه لأحبابه ، فاشكر الله عز وجل ، بالأرض هناك من يعبد الجرذان في آسيا ، وهناك من يعبد ذكر الرجل ، و هناك من يعبد موج البحر ، وهناك من يعبد البقر ، و هناك من يعبد الشمس والقمر ، وهناك من يعبد الحجر ، فالله سبحانه وتعالى أكرمنا أن نعبد خالق السماوات الأرض .
الله عز وجل " الرازق " تكفل باستكمال الرزق ولو بعد حين : أما الله جلّ جلاله هو "الرازق" هو الذي يرزق الخلائق أجمعين ، وهو الذي قدّر أرزاقهم قبل خلق العالمين .
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ " [الروم:40] يعني ترسل ابنك إلى بلد أوربي ليدرس ، حتى يطمئن ترسل له مصروفه لستة سنوات دفعة واحدة ، حتى يطمئن .
فالله عز وجل قال : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ " فعل ماض " ثُمَّ رَزَقَكُمْ " ما قال ثم يرزقكم " ثُمَّ رَزَقَكُمْ " الله عـز وجـل " الرازق " تكفل باستكمال الرزق ولو بعد حين، كل إنسان له عند الله رزق لكن بحين معين ، قالوا : من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ، قال عليه الصلاة والسلام : " أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُم " [ابن ماجه] في راوية : " استجملوا مهنكم " اختر حرفة شريفة، اختر حرفة فيها نفع للناس، وليس فيها ابتزاز لأموالهم ، اختر حرفة فيها نفع للناس ، وليس فيها إلقاء الرعب في قلوبهم ، اختر حرفة ينتفع بها من حولك ، ولا تختر حرفة تبني دخلك على أنقاض الناس ، لأنه ألصق شيء بحياة الإنسان رزقه ، وحرفته ، وزوجته ، المركبة تُبدل ، البيت يُبدل ، أما زوجته أم أولاده ، وحرفته ، فإن كانت الحرفة مخالفة لمنهج الله هذه مشكلة أنت محجوب عن الله دائماً .أرزاق الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى :
حديث آخر : " نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته " [الطبراني] والآية الكريمة : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " [فاطر:3] قال بعض العلماء : الرزق اسم يشمل الإنسان وغير الإنسان ، لكن هذه الكلمة تعم رزق الدنيا والآخرة ، دخول الجنة رزق ، النجاة يوم القيامة رزق ، العلم في الدنيا رزق ، اشتقاق الكمال من الله رزق، الحلم رزق ، الورع رزق ، نحن هكذا ببساطة أي كلمة رزق نتصورها المال فقط ، قد تجد إنساناً دخله محدود ، لكن يتمتع بعلم غزير ، يتمتع بسمعة طيبة ، يتمتع براحة نفسية ، يتمتع بتوفيق من الله عز وجل ، أو يتمتع بدعوة كبيرة ، حجم المال صغير جداً ، لكن حجمه عند الله كبير جداً .
فنحن ينبغي ألا نتوهم أن كل كلمة رزق تعني مال ، لا ، أرزاق الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى ، وقد قال الله عز وجل : " الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " [البقرة:1-3] .إلزام الله عز وجل ذاته العلية برزق العباد :
أحياناً الله عز وجل يرزق إنسان مكانة ، بهذه المكانة تحل مشكلات كبيرة ، هذا رأسمالك ، أي الناس يهابونك ، ينصاعون لأمرك ، استخدم هذه الهيبة في خدمة الناس ، في حلّ مشكلاتهم ، في إنقاذ من يحتاج إلى إنقاذ ، والآية الكريمة : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا " [هود:6] على ، متى جاءت على ؟ مع لفظ الجلالة ، معنى ذلك أن الله ألزم نفسه ذاتياً برزق العباد " عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا " بعدها " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ " تفيد استغراق أفراد النوع .
لو دخل معلم إلى صف ، وقال : أيها الطلاب لكم عندي هدية ، يعني لهؤلاء الذين أمامه ، أما لو قال : ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي هدية ، هذه من تشمل حتى الغائب ، حتى الذي لم يتح له أن يأخذها الآن ، ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي هدية ، هذه من تفيد استغراق أفراد النوع .ما قال : ما دابة إلا على الله رزقها ، قال : " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ " يعني نملة تمشي على صخرة صماء ، في الليلة الظلماء ، على الله رزقها .
وعل يعيش في قمم الجبال ، هناك ينابيع مياه في قمم الجبال ، في القمم أي مستودع في جبل أعلى ، تمديد مذهل من أجل الوعول ، هناك وعول تعيش في قمم الجبال هناك ينابيع ماء لها ، معنى ذلك أن هذه الينابيع تمديداتها تحت الجبال إلى جبال أعلى ، يوجد بأرواد نبع ، هذا النبع لا تكفي أمطار أرواد لهذا النبع ، هذا النبع مستودعه في طرطوس وممدد تحت البحر ، يوجد بإندونيسيا ثلاث عشرة جزيرة ، ما من جزيرة إلا وفيها نبع ماء عذب ، من آيات الله الدالة على عظمته .
إذاً " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى " يعني ألزم الله ذاته العلية برزق العباد .
بطولة الإنسان أن يأكل رزقه الذي كتبه الله له من طريق مشروع :
حتى الطعام الحرام الذي يتناوله الإنسان هو رزق من الله ، يعني أضرب هذا المثل الذي أردده كثيراً : بستان فيه شجر تفاح ، الشجرة السابعة ، الفرع الثالث ، الغصن الرابع ، التفاحة الخامسة ، هذه لفلان ، هذه له ، فلان قد يشتريها بماله ، وقد يأكلها ضيافة ، وقد يأكلها هدية وقد يسرقها ، وقد يتسولها ، التسول ، والسرقة ، والهدية ، والضيافة ، والشراء اختياره ، أما هي له .
فالبطولة أن تأكل رزقك الذي كتبه الله لك من طريق مشروع ، هنا جاء الحديث مرة ثانية : " نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب " [الطبراني] لا تذل نفسك ، لا تتضعضع أمام غني ، ولا أمام قوي .
" اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير " [ابن عساكر عن عبد الله بن بسر بسند ضعيف] .
والله مرة زارني أخ متقدم بالسن ، قدمتُ له ضيافة متواضعة ، فقطع أول لقمة من هذه الضيافة ، وقبل أن يأكلها قال : سبحان من قسم لنا هذا ، ولا ينسى من فضله أحدا .اعتقد هذا الاعتقاد ، الله عز وجل لا ينسى من فضله أحداً ، هو خلقك ، تكفل لك بالرزق ، تكفل لك بالزواج ، تكفل لك بالعمل ، لا تضجر ، لا تقلق ، لا تيأس ، لا تتشكى ، سبحان من قسم لنا هذا ، ولا ينسى من فضله أحداً .
حتى أهل الدنيا الذين يسرقون ، هو رزق الله عز وجل اختاروا أن يأخذوه سرقة محاسبون عليه ، أما هو لهم .
إحباط الأعمال في آخر الزمان نتيجة :
الإخوة الكرام ، أحياناً الإنسان يعجب ، الأمور تجري خلاف صالح العالم الإسلامي ، هم يعيشون على ثروات هائلة ، يحتلون موقعاً استراتيجياً مذهلاً ، ومع ذلك هذه الثروات ليست لهم ، يأتي من يأخذها منهم عنوة ، فقد روى عبد الله بن عمر عن النبي الكريم قال : " أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا " [ابن ماجه] .
1 ـ انتشار الفاحشة : الآن الشاذون بالعالم لهم منظمات ، ولهم قيادات ، ولهم مرجعيات ، ومعهم بطاقات ، ويطالبون الحكومة بأن يعاملوا كغيرهم من المواطنين ، وهناك حكومات كثيرة جداً لهم ، أحياناً يكون في سفير دولة عظمى يقام له حفل وداع في العاصمة ، يحضر معه شريكه الجنسي ، وهناك قانون في بعض البلاد الغربية الشريك الجنسي يمنح الجنسية ، لو شخص معه شريك جنسي من بلد متقدم جداً شريكه الجنسي يستحق الجنسية ، وهناك تعويضات .
الآن قال : " حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا " [ابن ماجه] الشذوذ انحراف خطير ، يتناقض مع الفطرة ، في بلاد كثيرة وضمن القوانين معترف به ، فصاحبه محترم ، وله كل ميزات المتزوج .
2 ـ انتشار الأمراض : " لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ " [ابن ماجه] الإيدز يعني ، كان قديماً إذا إنسان سافر وطرق بابه ليلاً يقشعر جلده خوفاً من الله ولا يفتح الباب ، والآن يقشعر جلده ولكن خوفاً من الإيدز .
" فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ " [الأحزاب:19] .
3 ـ انتشار الغش : " وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ " الغش ، أنوع الغش .
" وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ " [ابن ماجه] بأول حرب سبعمئة مليار نُقلت من بلادنا إلى بلاد الغرب ، وكل حرب تنقل ألوف المليارات من بلادنا إلى بلاد الغرب .
4 ـ عدم الحكم بكتاب الله : " وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " [ابن ماجه] الحروب الأهلية .
" وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " عدو يتسلط عليهم ، يأخذ ما في أيديهم .
" مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ " [ابن ماجه] هذه كلها من الأخطاء الذي يرتكبها المسلمون في آخر الزمان .
المعرفة أشرف الرزقين رزق الأبدان ورزق الأرواح :
العلماء قالوا : رزق الأبدان بالأطعمة ، ورزق الأرواح بالمعرفة ، المعرفة رزق ، والمعرفة أشرف الرزقين ، فإذا خصك الله بدخل وفير أكلت به أطيب الطعام ، وخصّ عبداً آخر برزق المعرفة فاعلم علم اليقين أن العبد الآخر أكثر حظوة عند الله منك ، لأنه منحه رزق النفوس ، ورزق الأرواح ، وهي المعارف ، قال تعالى : " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ " [القصص:14] .
والنبي عليه الصلاة والسلام قال : " أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " [مسلم] .أحياناً يكون بعض الأخوة في مجلس ، مجلس مبارك فيه تجلٍّ ، فيه نور ، فيه سرور ، فيه مودة ، فيه محبة ، فيه ذكر لله ، يقول لك : جلست جلسة لا أنساها مدى الحياة ، قُدم كأس شاي فقط ، وأحياناً طعام نفيس ، ألوان ، أنواع منوعة ، يقول لك ما ارتحنا ، ما سررنا .
وقال بعض العلماء : " الرازق " من غذى نفوس الأبدان بتوفيقه ، وحلّ قلوب الأخيار بتصديقه ، الرزق رزقان ، رزق الأبدان ، ورزق النفوس ، نحن بحاجة إلى رزق الأبدان ، لكن لا تنسوا حاجتكم العظمى لرزق النفوس ، إلى العلم بالله .
" وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً " [النساء:113] .
مختارات
-
شرح دعاء ما يقول من خاف قوما
-
علماء مصر الذين اغتالهم الموساد الإسرائيلي خارج مصر
-
شرح دعاء"اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردا غير مخز ولا فاضح"
-
اعتماد الحساب أم رؤية الهلال
-
فرغت فانصب أو اذبح فراغك!
-
أنماط: (32) نمط: امضِ ولا تلتفِت!
-
" العفو أعلى مراتب الأخلاق وأسماها "
-
هل تحس
-
وَفاةُ أبي طالبٍ عَمِّ النَّبيِّ صلَّى الله عَليهِ وسلَّم .
-
" التحول الكبير "